كيف تحول الوزير السابق إلى ناشط على “السوشيال ميديا”؟

في تحول لافت، برز الدكتور مهند مبيضين، وزير الاتصال الحكومي الأردني الأسبق، كصوت ناقد لجماعة الإخوان المسلمين عبر منصات التواصل الاجتماعي، متخذًا من حسابه على منصة “إكس” منبرًا لتوجيه انتقادات حادة للجماعة، مما أثار تساؤلات حول حدود الدور السياسي السابق ومقتضياته في المشهد العام.
وأثارت عودة وزير الاتصال الحكومي الأسبق، إلى الواجهة مجددًا لكن هذه المرة ليس من منصة حكومية أو مؤتمر صحفي، بل عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وبخطاب هجومي وتحوله إلى ناشط عبر منصات التواصل الاجتماعي جدلا واسعا في الساحة السياسية الأردنية.
وخلال الأيام الماضية، كثّف مبيضين ظهوره على منصة “إكس”، مُطلقًا وابلًا من الاتهامات ضد الإخوان، متهمًا إياهم بـ”الخيانة الوطنية” و”الاختباء في وقت الأزمات”.
في إحدى تغريداته، كتب: “وجهت قيادة الإخوان بالبيات أثناء الأزمة الراهنة بانتظار الحسم بقضيتهم، اختفت القيادات ونضبت التصريحات، إنهم يتحسسون رؤوسهم جراء خيانتهم الوطنية، بقيت أبواق وأنصار لهم ثاوون في غياهب البؤس”.
وفي تغريدة أخرى، هاجم نائبًا محسوبًا على الجماعة ظهر في مقابلة تلفزيونية قائلاً: “خروج قيادي برلماني إخواني على شاشة عربية لا يعترف بأخطاء الإخوان ويعلل أنهم مستهدفون من المشروع الأمريكي، معناه أنه يضع الأردن أداة، ويرفض الاعتراف بالخطأ، مقابل حرصه على تبرئة أتباع جماعته”.
هذه اللغة الهجومية من شخصية أكاديمية وسياسية، سبق أن تولت حقيبة وزارة الإعلام ومثلت وجه الدولة الرسمي في ملفات متعددة، تفتح الباب لسؤال مشروع: هل من المناسب أن يتحول مسؤول سابق إلى “ناشط” على السوشيال ميديا في قضايا حساسة؟ وهل مَن جلس في موقع رسمي يمثّل الدولة، من المقبول أن يخوض في معارك بهذا المستوى من الاصطفاف؟
من الناحية السياسية، يعد مبيضين من الأسماء المحسوبة على الخط المحافظ والمؤسساتي، وكان حضوره في الإعلام متزنًا أثناء عمله الرسمي. لكن تحوله الحاد في الخطاب بعد خروجه من الوزارة، وتفرغه للهجوم على الإخوان، يُثير علامات استفهام حول طبيعة الأدوار السياسية ما بعد المنصب، خصوصًا في دولة تحرص على إبقاء النخب في مسافة واحدة من كل الأطراف.
وتأتي تصريحات مبيضين في وقت حساس، تشهد فيه العلاقة بين جماعة الإخوان والدولة الأردنية توترًا متصاعدًا، لا سيما عقب الكشف عن “خلية تصنيع صواريخ” وربطها بالجماعة، وفق ما أعلنته السلطات، وقد وصف مبيضين الجماعة في لقاء سابق مع قناة العربية بأنها “لا تريد الأمن والاستقرار للمملكة، ولديها أجندات خارجية ضد الدولة”