أخبار

تهجير قسري وترهيب ممنهج.. الأردن يُجبر البدو على مغادرة البترا ويُهدد تراثهم

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن السلطات الأردنية تنفذ حملة تهجير قسري ضد مجتمع “البدول” البدوي في منطقة البترا، في انتهاك واضح للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى رأسها الحق في السكن.

وذكرت المنظمة أن الحكومة اتخذت تدابير قسرية لإجبار السكان على مغادرة المنطقة، من بينها قطع المياه، وتعليق الرواتب ومدفوعات الضمان الاجتماعي، فضلًا عن احتجاز أفراد من المجتمع دون توجيه تهم، وربط إطلاق سراحهم بالموافقة على الإخلاء.

وحذر آدم كوغل، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش”، من أن “تهجير الأردن للبدول من منازلهم التاريخية في البترا يُعرض ثقافتهم وتراثهم للخطر”، مطالبا بوقف هذه الممارسات فورا واحترام حقوق السكان المحليين.

وأشارت المنظمة إلى أن الحملة الأخيرة بدأت أواخر 2024 واستهدفت نحو 25 عائلة تقطن في كهوف وخيام بمنطقة جبل سطوح النبي هارون. وتحدث السكان عن ظروف معيشية صعبة بعد الإجراءات الأخيرة، من ضمنها تقليص المياه إلى 4 ساعات فقط أسبوعيًا، وحرمان الطلاب من بدل المواصلات، وانعدام الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية.

وأكدت “هيومن رايتس ووتش” أن البديل السكني المقترح من السلطات يقع في منطقة نائية غير ملائمة للزراعة أو تربية المواشي، وهما مصدر الرزق الأساسي لعائلات البدول، ويهدد بانفصالهم عن نمط الحياة التقليدي الذي يُعتبر جزءا من التراث الثقافي غير المادي للبشرية، والمسجل لدى اليونسكو منذ 2008.

وقالت المنظمة إن الحكومة لم تجرِ مشاورات جادة مع الأهالي، ولم تراعِ الطابع الأسري الكبير والمتعدد الأجيال لعائلات البدول، داعية إلى وقف التهجير والاعتراف بهم كشعب أصلي، بما ينسجم مع المعايير الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى