لماذا يريدون إسكاتنا؟

طراد الحنيطي اليوم

أي نظام سياسي يحاول إسكات شعبه فهو يقوم بارتكاب أفعال لا يريد للناس أن تعرف عنها ولا أن تنتقدها، لأن الحديث عنها وتداول المعلومات بشأنها سوف يُثير الغضب ويُهدد وجود ذلك النظام.

 

قبل أيام أغلقت شبكة "إكس" حسابي الذي عرفه الكثيرون في الأردن، حساب "طراد الحنيطي"، وذلك بعد أيام من إغلاق حساب خلف الشوبكي، وقبلها أو بعدها بأيام تم إغلاق حساب الصحفي الأردني العريق والشهير والأديب اللامع الأستاذ باسل الرفايعة الذي هو أحد مؤسسي جريدة الرأي، وأحد نجومها وقاماتها الكبار، كما إنه المؤسس الرئيس لجريدة الغد التي يملكها محمد عليان، وهو بذلك أحد أعمدة الصحافة الأردنية بلا شك وبلا منازع.

تبين سريعاً بأن الجيش الالكتروني التابع للمخابرات الأردنية هو الذي شن حملة واسعة تستهدف مجموعة من الحسابات على شبكة "إكس"، وبسبب البلاغات الكثيفة تمكنوا من إغلاق هذه الحسابات وإسكاتها، واختفت –بما في ذلك حسابي أنا طراد الحنيطي- عن الشبكة، وكل ذنبنا أننا لا نتلقى الأوامر من "جهاز السامسونج" الذي يديره الضابط فلان!

لكن السؤال: لماذا يريدون إسكاتنا؟ وما الذي أغضبهم في انتقاد مهرجان جرش ومهرجان الطعام؟ وما الذي أغضبهم عندما قلنا لهم حقيقتهم وهو أنهم يستعدون لمهرجان جرش بينما يستعد نتنياهو لاحتلال بلادنا، ويقيمون مهرجان الطعام بينما يجوع الأطفال في غزة على بعد كيلومترات قليلة.. ما الذي يغضبهم في قول هذه الحقيقة ولماذا يريدون إسكاتنا؟!

النظام السياسي في الأردن لم يسبق أن مارس هذا المستوى من القمع والطغيان والاستبداد في تاريخه، وما نمر به اليوم لم نشهده مطلقا منذ استقلال المملكة في منتصف أربعينيات القرن الماضي، كما لم نشهد مثل هذا التشجنج والقمع خلال حرب الـ1967 وما بعدها من نكسة.

لم يعرف الأردنيون هذا المستوى من القمع والاعتقالات وإسكات الأصوات، كما إن "قانون الجرائم الالكترونية" القبيح لم يسبق أن عرف له الأردنيون مثيلاً، ولم يكن يوجد أي قانون يتجرأ على حقوق الأردنيين كما يفعل هذا القانون.

الأردن يعيش فترة عصيبة، وحالة القمع التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد شعبنا الأردني تدل على أن النظام يستعد للقيام بأفعال مشينة يود تمريرها، بل ويقوم بها فعلاً، ونخشى أن يكون النظام يستعد لتمرير مشروع "التهجير" الاسرائيلي مقابل أن يحصل على مزيد من الأموال الأمريكية!!

نحن الأردنيون أحوج ما نكون لرفع أصواتنا، والتعبير عن آرائنا، والقول علانية بأننا جزء من أمتنا العربية الواحدة، وأننا مع غزة وفلسطين ومع أمتنا وأي محاولة لسلخنا عن الأمة لا تليق بنا.. ولتحقيق هذه الغاية على كل أردني أن يُسارع فوراً الى فتح حساب أو حسابات جديدة على شبكات التواصل، ولو باسم مستعار للحماية من القمع والملاحقة، ويقوم بالتعبير عن رأيه وموقفه مما يجري.. يجب أن لا يتم إسكاتنا، ويجب أن لا ينجح النظام وحلفاؤه في المنطقة بإخراسنا.. نحن شعبٌ حر وسنظل كذلك.

اقرأ أيضًا

زر الذهاب إلى الأعلى