يريدون مواجهة الاحتلال بأعلام فوق المنازل!

طراد الحنيطي اليوم

بينما يقوم نتنياهو وسموتريتش وبن غفير علانية بتهديد الأردن، والادعاء أنه جزء من "اسرائيل الكبرى"، ويخططون لاحتلالنا بعد الانتهاء من الضفة الغربية، فإننا في الأردن نواجه ذلك بوضع ساريات معدنية أمام منازلنا لنرفع عليها العلم الأردني، وذلك بعد أن انتهينا للتو من مهرجان الكلاب، وقبله مهرجان الطعام وقبله مهرجان جرش!

الحكومة وجهاز مخابراتنا منشغلون حالياً بما هو أهم من التهديدات باحتلال الأردن، فقد كان رئيس الوزراء في شهر تموز/ يوليو الماضي يُشرف بنفسه على ترتيبات مهرجان جرش وبعدها استقل طائرته وأخذ إجازة لمدة أسبوع في لندن من أجل الاسترخاء بعد الاطمئنان على الراقصين والراقصات في جرش.. أما المخابرات فليس لديها الكثير من الوقت لتضييعه لأنها مشغولة في رصد جامعي التبرعات في حي الطفايلة، ومشغولة أيضاً بآكلي الكنافة بعد العشاء في إربد، وترى في جماعة الاخوان المسلمين أكبر خطر يهدد الأردن، وتستنفر من كبيرها لصغيرها منذ ستة شهور في استجواب الشيخ أحمد الزرقان المحبوس انفرادياً في الجندويل والبالغ من العمر 72 عاماً..!

في هذه الأثناء تلتزم الحكومة وأجهزتها الأمنية والعسكرية الصمت تجاه التهديدات الاسرائيلية، رغم أن نتنياهو أعلن صراحة بأنه يريد احتلال الأردن، ثم أعلن سموتريتش أيضاً صراحة بأن الاردن هو الحلقة القادمة بعد الضفة الغربية، ثم أعلن صراحة بأن دولة الاحتلال تريد ترحيل كل من يحمل وثيقة أردنية في الضفة الغربية، وهو ما يعني أن الدفعة الأولى من التهجير سيكون قوامها 600 ألف فلسطيني وسيتم طردهم الى الأردن، ولا يعلم إلا الله إن كان هذا الطرد سيتم بعد احتلال الأردن أم قبله..!!
لم يعد لدينا شك في أن الحكومة وجهاز مخابراتها لا علاقة لهم بالأردن، وإنما يعملون لصالح جهات خارجية، إذ من المستحيل أن يكون هناك جهة حريصة على الأردن وفي نفس الوقت تقوم بإشغال الناس في مهرجانات الغناء والكلاب بينما يقوم العدو بإعداد نفسه لذبحنا والتهامنا وإلغائنا من الوجود.. ما يحدث لا يتصوره العقل!

الحكومة وضمن مسلسل الالهاء ذاته رأت أن تجبر الأردنيين على وضع العلم الأردني على أبواب منازلهم، بالإجبار والقهر، لتكون أول دولة في العالم، بل أول دولة في التاريخ تتخذ مثل هذا القرار، فبينما يستعد نتنياهو لاحتلالنا نحن منشغولون بطول السارية، وحجم العلم، وهل نضعها أمام المنزل أم فوق السطح، وما تكلفتها؟ وهل "الطبة" فوق السارية من الحديد أم النحاس؟.. هذه هي قمة السخف والتفاهة في بلد يواجه تهديداً بالانهيار الكامل والاحتلال الأجنبي والعدوان من الصهاينة المجرمين الذين قتلوا من أبناء أمتنا من قتلوا!!

كما إن إلزام الناس وإشغالهم بالعلم يُشكل جريمة عندما تكون نسبة البطالة في أوساط شعبنا أكثر من 25%، وترتفع هذه النسبة لتزيد عن 30% في أوساط الشباب، أي أن ربع الأردنيين لا يعملون، وأكثر من نصفهم يعاني من الفقر والعوز، وأصبح اليوم مطلوباً منهم بدلاً من الانفاق على أطفالهم أن يشتروا ساريات وأعلام وأن يضعوها أمام منزلهم ليثبتوا لهذه الحكومة الفاسدة أنهم وطنيون..!!

اقرأ أيضًا

زر الذهاب إلى الأعلى