غضب طلابي يجتاح الجامعات الأردنية.. “الواسطة” تطيح بعدالة القبول في برامج الموازي!

تتزايد حالة الغضب والاحتقان في أوساط الطلبة وأولياء أمورهم عقب إعلان نتائج القبول في برامج “الموازي” بالجامعات الحكومية، وسط اتهامات واسعة بوجود “واسطات ومحسوبيات” أخلّت بمبدأ العدالة الأكاديمية، وأطاحت بحقوق طلبة تفوقوا في معدلاتهم الدراسية.
وتفيد الشكاوى أن عدداً من الجامعات الحكومية، وعلى رأسها الجامعة الأردنية، شهدت قبول طلبة بمعدلات أقل من زملائهم الذين تم رفضهم، رغم تفوقهم الأكاديمي الواضح، ما أثار استياءً واسعاً وتساؤلات حول معايير القبول وآليات المفاضلة.
وبحسب الطلبة وأولياء الأمور، فإن بعض الجامعات أعلنت نتائج القبول دون نشر الأسماء أو المعدلات، في خطوة وُصفت بأنها محاولة للتغطية على تجاوزات كبيرة، إلا أن مقارنات الطلاب فيما بينهم كشفت عن خلل واضح وغياب لمبدأ تكافؤ الفرص.
ويرى مراقبون أن ما جرى ليس مجرد خطأ إداري عابر، بل نتيجة ضغوطات خارجية ومحسوبيات أثرت بشكل مباشر على مسار القبول، فيما أكد عدد من الطلبة أنهم “حُرموا من حقوقهم المشروعة بسبب التدخلات غير الأكاديمية”، مطالبين بإعادة النظر في قوائم القبول بشكل عاجل.
وفي المقابل، تلتزم وزارة التعليم العالي الصمت حتى اللحظة، رغم تصاعد الأصوات المطالبة بالتحقيق في القضية، وهو ما فاقم الشعور بالظلم بين الطلبة وزاد من حدة الاحتقان.
ويحذر خبراء التعليم من أن استمرار هذه الممارسات يهدد مصداقية العملية التعليمية في الجامعات الأردنية ويقوض الثقة بين الطلبة والمؤسسات الأكاديمية، مؤكدين أن الحل يكمن في إعادة هيكلة آليات القبول وضمان اعتمادها فقط على المعدلات الأكاديمية دون أي تدخلات أو استثناءات.
ويبدو أن الجامعات ووزارة التعليم العالي أمام اختبار حقيقي لاستعادة ثقة الطلبة والرأي العام، وإثبات أن العدالة الأكاديمية لا تزال ركيزة أساسية في التعليم الجامعي الأردني، قبل أن تتحول الأزمة إلى قضية رأي عام تهدد سمعة التعليم العالي في المملكة.