أخبار

مسح لمعهد السياسة والمجتمع: وعي سياسي متزن لدى طلبة الجامعات الأردنية ورفض للاصطفافات الإقليمية

أجرى معهد السياسة والمجتمع مسحًا ميدانيًا وُصف بغير المسبوق، تناول تصوّرات طلبة الجامعات الأردنية تجاه التحولات الجيوسياسية المتسارعة في الشرق الأوسط عقب الحرب الأخيرة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي.

وشملت الدراسة 896 طالبًا وطالبة من ثماني جامعات حكومية وخاصة، بهدف قياس مستوى الوعي السياسي والاتجاهات الإقليمية والوطنية لدى جيل الشباب الجامعي في مرحلة حساسة تمرّ بها المنطقة.

وأظهرت النتائج أن الشباب الجامعي الأردني يتمتع بـوعي سياسي مرتفع ونظرة نقدية متحفظة تجاه القوى الكبرى، مع تمسك واضح بالقضية الفلسطينية ورفض للاصطفافات الإقليمية الحادة، ما يعكس انتقالًا نحو وعي واقعي متزن بعيد عن الانفعال الأيديولوجي.

وبيّن المسح أن 90% من الطلبة تابعوا الحرب الإيرانية–الإسرائيلية عن كثب ، معتمدين أساسًا على وسائل الإعلام العربية والمحلية، تليها منصات التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى تنوع مصادر المعرفة السياسية لدى الشباب.

وحول الأطراف المستفيدة من الحرب، رأى 37.5% أن الولايات المتحدة المستفيد الأكبر، فيما اعتبر ربع المشاركين أن الحرب لم تُنتج فائزًا واضحًا.

أما بشأن تأثير الحرب على الأردن، فقد رأى 62.1% من الطلبة أن المملكة ستتأثر بشكل غير مباشر، مقابل نحو 25% توقعوا تأثيرًا مباشرًا، ما يعكس فهمًا ناضجًا لموقع الأردن الجيوسياسي في ظل الأزمات المحيطة.

وأظهر المسح أيضًا أن 80.5% من الشباب الجامعيين التزموا الحياد تجاه أطراف الحرب، بينما أبدى 11.7% تعاطفًا مع إيران، في حين أجمع 92.6% على أن إسرائيل العدو الأول للأردن والعرب.

وفي الشأن الفلسطيني، رأى 74.9% من الطلبة أن حل الدولتين لم يعد ممكنًا، بينما أيّد 53.3% توسيع دور الأردن في الضفة الغربية، ما يعكس توازنًا بين الواقعية السياسية والالتزام الأخلاقي تجاه فلسطين.

وأعرب 85% من الطلبة عن رضاهم عن الموقف الرسمي الأردني من الحرب على غزة، فيما قيّم 53.2% أداء وزير الخارجية أيمن الصفدي بأنه ‘ قوي وفعّال’، مشيدين باتزان السياسة الخارجية الأردنية وحكمتها في التعامل مع التطورات الإقليمية.

وفيما يتعلّق بالدور الإقليمي للمملكة، فضل ثلث المشاركين التزام الحياد الإيجابي، بينما رأى 25% أن على الأردن أن يلعب دور الوسيط في النزاعات الإقليمية، ما يعكس ثقة الشباب بقدرة البلاد على أداء دور استراتيجي في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

كما أظهرت الدراسة أن 57.5% من الطلبة يعتبرون الولايات المتحدة عدوًا، و51.9% يرون إيران كذلك، في حين صنّف 77.3% سوريا و67.3% العراق كـ”دولتين صديقتين”، بينما اتسمت المواقف تجاه تركيا والصين بالحياد النسبي.

وأكد المعهد أن نتائج المسح تبرز الدور الحيوي للجامعات في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي لدى الشباب الأردني، مشيرًا إلى أن هذا الجيل يتميز بقدرة نقدية عالية وانفتاح على النقاش الوطني، مع تمسك راسخ بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية في وعيه الجمعي.

واختتم المعهد بالتأكيد على أن فهم اتجاهات هذا الجيل يشكّل ركيزة أساسية في صياغة السياسات العامة والتعليمية المقبلة، وأن متابعة تحولات وعي الشباب باتت ضرورة وطنية لتعزيز المشاركة السياسية وحماية المصالح الوطنية الأردنية في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى