اختطاف 3 أردنيين من “أسطول الصمود”.. عمان تكتفي بالبيانات وتسلم “عربيا” للاحتلال

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة مواطنين أردنيين شاركوا في “أسطول الصمود العالمي” المتجه إلى قطاع غزة، بعد اعتراضه في المياه الدولية، حيث كان المعتقلون قد وجهوا رسائل قبل رحلتهم طالبوا فيها السلطات الأردنية بالتحرك لحمايتهم وضمان سلامتهم، لكن مصيرهم اليوم بات غامضاً بعد احتجازهم.
وفي أول رد رسمي، أصدرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بياناً أدانت فيه اعتراض الأسطول، ووصفت ما جرى بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد لحرية الملاحة”، مؤكدة أنها تتابع أوضاع مواطنيها المحتجزين، وتتواصل معهم عبر مديرية العمليات والشؤون القنصلية.
رسالة الأردني عبد الله غباش المشارك بأسطول الصمود قبل اعتقاله#صوت_الأردن pic.twitter.com/ZVz8qdxT9s
— صوت الأردن الإخباري (@Jordanvoice2025) October 2, 2025
وشدد الناطق باسم الوزارة السفير فؤاد المجالي على أن الأردن يحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، لكنه لم يعلن عن أي خطوات عملية للضغط من أجل الإفراج عنهم.
في المقابل، أثار توقيت الحدث جدلاً واسعاً، إذ سلّمت عمان في الوقت ذاته للاحتلال شخصاً عربياً متهماً بالتعامل مع جهاز “الموساد” وبيع أراضٍ للاحتلال، محمود سلامة، الذي كان مطارداً في فلسطين بتهم تتعلق ببيع أراضٍ للاحتلال الإسرائيلي، نُقل إلى تل أبيب بعدما سلمته السلطات الأردنية، في خطوة اعتبرها مراقبون تناقضاً صارخاً بين تعامل الدولة مع مواطنيها المعتقلين وتسليم مطلوب بتهمة العمالة.
‼️ عاجل نداء طارئ من عبدالرحمن غزال ( الأردن )الراكب في سفينة سبكتر تم اختطافها من قوات الاحتلال الصهوني بعد اعتراضهم وهو في طريقه لكسر الحصار على غزة في مهمة إنسانية الأربعاء ١ اكتوبر ٢٠٢٥ pic.twitter.com/vb2bSvRZV8
— Global Movement to Gaza GCC (@GMTG_gcc) October 1, 2025
المفارقة دفعت ناشطين للتساؤل: كيف تتحرك دول مثل كولومبيا التي طردت دبلوماسيي الاحتلال احتجاجاً على اعتقال اثنين من رعاياها، بينما يكتفي الأردن بالبيانات الدبلوماسية؟ ولماذا تحركت معظم الدول لحماية مواطنيها المختطفين من الأسطول، فيما لا يزال 29 أسيراً أردنياً يقبعون منذ سنوات في سجون الاحتلال دون اختراق حقيقي لملفهم؟
الآن، وبعد اعتقال ثلاثة أردنيين جدد في “أسطول الصمود”، يتجدد السؤال: هل سيتحرك الأردن بجدية هذه المرة؟ أم أن المعتقلين الجدد سيلتحقون بركب الأسرى الأردنيين الـ29 القابعين خلف القضبان الإسرائيلية منذ سنوات؟