غضب واتهامات بتصفية القضية.. خطة ترامب لحرب غزة: إدارة دولية ونزع سلاح

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة غضباً واسعاً بين الفلسطينيين والنشطاء العرب، الذين اعتبروا أن المقترح محاولة لإخضاع غزة للوصاية الدولية وشرعنة الاحتلال الإسرائيلي، مع تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية.
ووصف محللون الخطة بأنها إعادة لطرح ما يعرف بـ”صفقة القرن” بشكل جديد، يركز على حلول أمنية وإدارية واقتصادية على حساب الحق السياسي للشعب الفلسطيني.
تتضمن الخطة، بحسب ما أعلن ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، نزع السلاح من غزة وتحويلها إلى “منطقة منزوعة السلاح” تدار مؤقتاً من قبل لجنة فلسطينية تكنوقراطية تحت إشراف هيئة دولية باسم “مجلس السلام”، يشارك في رئاسته ترامب وشخصيات دولية بينها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
كما تشمل الإفراج عن الأسرى إسرائيليين وسجناء فلسطينيين، ونشر قوة دولية لضمان الاستقرار، مع إطلاق برامج إعادة إعمار واسعة للقطاع تشمل البنى التحتية والمستشفيات والمخابز والمرافق الاقتصادية، مع السماح لسكان القطاع بمغادرة القطاع أو البقاء فيه بحرية.
غير أن الخطة لم تحدد أي مسار ملزم لإقامة الدولة الفلسطينية، واكتفت بالإشارة إلى أن الظروف قد تسمح مستقبلاً بتحقيق حق تقرير المصير، وهو ما اعتبره الكثيرون غموضاً متعمداً، كما نصت على حرمان حماس والفصائل الأخرى من أي دور في الحكم، وتدمير بنيتها العسكرية، وهو ما دفع النشطاء إلى اتهام الخطة بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وإضعاف المقاومة المشروعة.
وتعكس ردود الفعل الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي حجم الاستياء الشعبي. فقد كتب إسماعيل الثوابتة على حسابه في منصة “إكس “: “خطة ترامب ليست حلاً منصفاً… محاولة لفرض وصاية جديدة تُشرعن الاحتلال وتجرد شعبنا الفلسطيني من حقوقه الوطنية والسياسية والإنسانية».
⭕ إن ما يُسمى بخطة ترامب لوقف الحرب في #غزة لا تمثل حلاً حقيقياً موضوعياً منصفاً، بل هي محاولة لفرض وصاية جديدة تُشرعن الاحتلال “الإسرائيلي” وتُجرّد شعبنا الفلسطيني من حقوقه الوطنية والسياسية والإنسانية.
الطريق الوحيد لوقف الحرب هو إنهاء العدوان الذي يمارسه الاحتلال “الإسرائيلي”…— د. إسماعيل الثوابتة #غزة (@ismailalthwabta) September 29, 2025
وذكر محمد عبد العزيز الرنتيسي أن “مختصر خطة ترامب استبدال جيش الاحتلال بجيش عربي صهيوني لاقتلاع حماس… وهي محاولة لإلغاء وجود الشعب الفلسطيني”.
مختصر خطة ترامب إستبدال جيش الإحتلال الصهيوني بجيش عربي صهيوني لاقتلاع حماس من وجهة نظرهم …. (لو بيدي القرار لرفضتها مباشرة وعلانية وليكن ما يكون … لن يكون في ملك الله إلا ما أراد الله) #طوفان_الأقصى #غزة_الفاضحة
— محمد عبد العزيز الرنتيسي (@M_alrantisi1979) September 29, 2025
وعلق عبدالله العطار: “تصريحات ترامب ونتنياهو ليست سوى امتداد لسياسة الإلغاء والإبادة… غزة اليوم عنوان لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة مخطط لإنهاء وجوده”.
كل ما نسمعه اليوم حول المقترح الأمريكي والتصريحات المتكررة حولها ، ما هو إلا تمهيد لنهاية غزة ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
أنا أعيش تحت الإبادة منذ عامين متواصلين، لكن الحقيقة أن أساس هذه المأساة ممتد منذ أكثر من 75 عاماً من حصار وتهجير وقتل كيف يمكن أن أثق بوعود أو…
— عبدالله العطار abdallah alattar (@abdallahatar) September 29, 2025
بينما رأى محمد البرادعي أن “هذه ليست خطة سلام، وإنما مخطط خنوع وإذعان”، ووصف خالد الرويشان المبادرة بأنها “محاولة لاجتثاث المشروع الوطني الفلسطيني وشرعنة انتداب دولي على غزة، مع فصل القطاع عن الضفة الغربية”.
استمعت الآن إلى المؤتمر الصحفي فى البيت الأبيض بشأن غزة وفلسطين…
وتملكني شعور بالأسى العميق على حال ومستقبل فلسطين بل والمنطقة العربية بأسرها …
هذه ليست خطة سلام وانما مخطط خنوع وإذعان !
— Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) September 29, 2025
ويرى محللون أن الخطة تضع غزة تحت إدارة دولية، وتفرض شروطاً أمنية صارمة مع إبقاء الجيش الإسرائيلي ضمن مناطق عازلة، ما يجعل المقترح أقرب إلى ترتيبات أمنية واقتصادية مؤقتة من كونه حلاً سياسياً عادلاً يحقق الدولة الفلسطينية المستقلة وحقوق سكان القطاع.
مبادرة ترمب خطة لاجتثاث المشروع الوطني الفلسطيني بِرُمّتِه!
المبادرة بكل سوئها هي نتيجة مباشرة للخذلان العربي لغزة
والقبول ببنودها كما هي صفعة لشعوب ودول العالم المناصرة للشعب الفلسطيني ووأد لكل ما أنجزه الدم الفلسطيني خلال عقود وخصوصاً العامين الماضيين
أخطر ما في مبادرة ترمب…— خالد الرويشان (@k_alrowaishan) September 29, 2025