الغارديان: الأردن يبدأ خطة لإخلاء بدو البتراء من كهوفهم القديمة

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا موسعا كشفت فيه عن بدء السلطات الأردنية خطوات لإخلاء عشرات العائلات من قبيلة البدول، التي ما زالت تسكن كهوف البتراء منذ نحو قرنين، وذلك في إطار خطة حكومية تهدف إلى حماية الموقع الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي وتطويره لاستيعاب أعداد متزايدة من السياح.
وبحسب الصحيفة، فإن العائلات المهددة بالإخلاء، مثل عائلة محمد فراس التي تعيش مع أطفاله التسعة في أربعة كهوف متصلة عمرها 2400 عام، ترفض مغادرة المكان، معتبرة أن الكهوف جزء من هويتها وتاريخها، وأنها لم تدمّر شيئًا بل حافظت على هذه الآثار عبر أجيال.
وقال فراس للغارديان: “من السخيف اتهامنا بتدمير الكهوف. نحن حماتها. هذه أرضنا وحياتنا”، فيما أكدت سيدة مسنّة تبلغ 85 عامًا أنها ستبقى في منزلها ولو اضطرها الأمر إلى “الصعود للجبل والقفز”.
من جهتها، انتقدت هيومن رايتس ووتش الإجراءات الأردنية، مؤكدة أن تهجير البدول من مساكنهم التاريخية “يهدد ثقافتهم ووجودهم”، ودعت الحكومة إلى وقف هذه الخطوات فورا.
في المقابل، تؤكد سلطة إقليم البترا أن وجود القبيلة غير قانوني ويعرض الموقع لخطر الضرر، مشددة على ضرورة التزام الجميع بالقانون، مع وعد بتوفير مساكن بديلة وخدمات صحية وتعليمية أفضل.
التقرير أشار إلى أن محاولات نقل البدول بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي بعد إدراج البتراء على قائمة التراث العالمي، حيث جرى بناء قرية بديلة لهم، لكن بعضهم تهرّب من الانتقال أو عاد لاحقا إلى كهوفه.
واليوم، مع ازدياد الاستثمارات السياحية وتراجع دخل الأسر البدوية بسبب انخفاض أعداد السياح إثر حرب غزة، تجد القبيلة نفسها أمام تهديد متجدد بالترحيل.
وبينما ترى السلطات في الكهوف منازل غير قانونية ينبغي إخلاؤها، يؤكد أبناء البدول أن البتراء هي أرضهم وجزء من حياتهم اليومية، وأن وجودهم في الجبال هو شكل من أشكال الحرية لا يمكن استبداله بجدران إسمنتية داخل قرى ضيقة.