من الجازي إلى القيسي “سبتمبر يعلي الكرامة”.. “السحيجة” يهاجمون العملية ويتجاهلون تهديدات نتنياهو

شهد معبر الكرامة (اللنبي) على الحدود الأردنية – الفلسطينية، الخميس، عملية نوعية نفذها السائق الأردني عبد المطلب القيسي (57 عاماً)، العامل في نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ ثلاثة أشهر.
وفق رواية الاحتلال الإسرائيلي، فتح القيسي النار عند الجانب الفلسطيني من المعبر، ما أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين، قبل أن يرتقي شهيداً برصاص قوات الاحتلال، والعملية جاءت في وقت حساس، إذ تزامنت مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة ومحاولات ادخال قوافل المساعدات الأردنية إلى القطاع.
من هو عبد المطلب القيسي؟
القيسي، من مواليد 1968، مواطن أردني مدني عمل سائقاً ضمن قوافل الإغاثة المتجهة إلى غزة. عرف بين زملائه بالهدوء والالتزام، لكن وصيته التي سربت بعد العملية كشفت دوافعه الوطنية والإيمانية، حيث أكد أن استشهاده جزء من مسيرة التحرير، ووجّه رسائل للأمة بضرورة رفض التطبيع والتمسك بالمقاومة.
الصور الأولى للعملية على جسر اللنبي#صوت_الأردن pic.twitter.com/1azutV1xcT
— صوت الأردن الإخباري (@Jordanvoice2025) September 18, 2025
الموقف الأردني الرسمي
وزارة الخارجية الأردنية سارعت إلى إصدار بيان أدانت فيه الحادثة واعتبرتها “خرقاً للقانون وتعريضاً لمصالح المملكة وقدرتها على إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة للأذى”. وأكدت أنها فتحت تحقيقاً في الحادثة، معلنة هوية المنفذ. كما شددت على رفض “كل الأعمال غير القانونية”، مجددة التزامها بدورها في إيصال المساعدات.
وخذل البيان الأردني جموع الشعب الأردني والعربي خاصة أنه يأتي في وقت يواصل في الاحتلال الإسرائيلي سفك دماء الأهالي في غزة كما سبق أن وجه تهديدات مباشرة إلى الأردن بسبب مواقفه من الحرب على غزة، لكن اللافت أن لجان المخابرات “السحيجة” هاجمت العملية البطولية عبر وسائل الإعلام والتواصل، مدعية أنها “خطر على أمن المملكة”، من دون أن تتطرق إلى التهديدات الإسرائيلية المتكررة.
إسرائيل تعلّق دخول المساعدات عبر الأردن
في تل أبيب، استغل الاحتلال العملية لتصعيد لهجته ضد الأردن، حيث اعتبر نتنياهو أن ما جرى “تطور خطير”، ولوّح باتخاذ إجراءات أمنية جديدة عند الحدود.
وأفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنّ رئيس أركانه، إيال زامير، أوصى المستوى السياسي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية القادمة من الأردن رغم محدوديتها “حتى استكمال التحقيق، وتغيير أنظمة فحص السائقين الأردنيين”. وذكر بيان الجيش أن “إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة سيستمر عبر باقي مسارات إدخال المساعدات: إسرائيل وميناء أشدود (أسدود) وكيرم شالوم (معبر كرم أبو سالم) ومصر”.
الاحتلال يعتدي على فلسطينيين داخل معبر الكرامة
من جهة أخرى، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة ستة فلسطينيين جرّاء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم داخل معبر الكرامة الحدودي، مشيراً إلى أنه جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وبحسب مصادر محلية، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية، وأغلقت الحواجز المقامة على مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية بعد العملية.
ويبلغ طول الحدود الأردنية 335 كيلومتراً، منها 97 كيلومتراً مع الضفة الغربية، و238 كيلومتراً مع إسرائيل، ويرتبط الأردن مع الجانب الإسرائيلي بثلاثة معابر حدودية، الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي)، ومعبر الكرامة (اللنبي بالتسمية الإسرائيلية) ووادي عربة.
🚨 إصابة 60 سائق شاحنة قرب أريحا بعد اعتـــ داء جنــ ود الاحـــ تلال أثناء نقل المساعدات الأردنية لغـــ زة
إسراـ ئيل تعلن وقف مرور 150 شاحنة مساعدات أسبوعياً نحو القطاع، ما يفاقم الكا رثة الإنسانية#صوت_الأردن pic.twitter.com/2DY0dgcmvM— صوت الأردن الإخباري (@Jordanvoice2025) September 19, 2025
من ماهر الجازي إلى القيسي
أعادت العملية إلى الأذهان اسم الشهيد ماهر الجازي، الذي نفذ عملية مشابهة ضد الاحتلال العام الماضي في مثل هذا الشهر سبتمبر 2024 وكما في حالة الجازي، فقد شكّلت دماء القيسي صدمة مزدوجة هزّت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وأحرجت الدولة الأردنية، العالقة بين التزاماتها الرسمية والرفض الشعبي للتطبيع.
شقيق الشهيد الأردني ماهر الجازي يرثي منفذ عملية الكرامة عبد المطلب القيسي#صوت_الأردن pic.twitter.com/Jz5quRX16J
— صوت الأردن الإخباري (@Jordanvoice2025) September 19, 2025