
ولد الدكتور ليث أبو عودة عام 1991، وعاش طفولة مليئة بالصعاب واجهها بعزيمة وصبر، ليبدأ رحلته العملية منذ الصف العاشر عاملًا في مهنة الوطن لتأمين معيشته ومتطلبات أسرته، قبل أن يقرر أن حلمه الأكبر هو دراسة الطب والسير في طريقه حتى تحقيقه.
وفي حديثه لـ”عين إف إم”، استذكر أبو عودة بداياته عام 2011، حين عمل عامل وطن بعد إنهائه للتوجيهي الأدبي، ثم عاد ليقدّم التوجيهي العلمي، وخاض ثلاث محاولات حتى نجح بمعدل 74. وبعد عامين من العمل وجمع المال، استطاع عام 2015 السفر إلى أوكرانيا ليدرس الطب وهو في الخامسة والعشرين من عمره، متحديًا انقطاعه الطويل عن مقاعد الدراسة وصعوبة التعلّم بلغة جديدة هي الروسية.
خلال سنوات دراسته، مرّ بتجربة قاسية مع جائحة كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية التي اضطرته إلى الخروج عبر الممرات الإنسانية نحو السويد، حيث أكمل فصلًا دراسيًا عن بُعد، قبل أن يعود مجددًا إلى أوكرانيا ويواصل مسيرته في مدينة بدت له وكأنها “مدينة أشباح” بفعل الحرب، حتى تمكن من التخرج ونيل شهادة الطب.
وعند رجوعه إلى الأردن، بدأ سنة الامتياز في مستشفى البشير من دون راتب، وواجه صعوبة نقص التدريب العملي، فاضطر أن يمكث ثلاثة أشهر يدرس استعدادًا للامتحان، ما دفعه للعودة بشكل مؤقت إلى عمله السابق في أمانة عمان الكبرى كعامل وطن. هناك، وجد مساندة كبيرة من زملائه ورؤسائه، قبل أن يُطلب منه لاحقًا الانتقال إلى مديرية خريبة السوق، مع بقائه رسميًا على مسمى “عامل وطن” وفق قرار مجلس الوزراء.
وبيّن أبو عودة أن عمال الوطن يواجهون مشكلات تتعلق بتدني الأجور وضغط العمل، بينما يعيش الأطباء تحديات مختلفة، مؤكدًا أن قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في مبادئه. واليوم يتابع تدريبه في مستشفى البشير، ويعاون أحد أصدقائه في عيادة خاصة، فيما يواصل البحث عن فرصة عمل في مستشفيات وزارة الصحة أو القطاع الخاص، للحفاظ على مهاراته الطبية رغم بلوغه الرابعة والثلاثين من عمره