تقارير

تهديد عسكري وسيادة منتهكة.. الاحتلال ينشئ “فرقة جلعاد” على حدود الأردن

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استكمال إنشاء “فرقة جلعاد” (الفرقة 96)، التي ستتمركز على طول الحدود مع الأردن، من بحيرة طبريا شمالًا وحتى البحر الميت جنوبًا.

وتعد هذه أول فرقة جديدة يتم تشكيلها منذ أكثر من أربعة عقود، ما يعكس وفق محللين تحولا استراتيجيًا في رؤية الاحتلال للجبهة الشرقية، باعتبارها ساحة مواجهة مستقبلية محتملة.

تهديد مباشر للسيادة الأردنية

الفرقة الجديدة، التي تضم كتائب دائمة وخمس فرق احتياط، ستنشئ مراكز عمليات للمراقبة وجمع المعلومات، بذريعة منع التهريب والتسلل، غير أن السيناريوهات التي طرحها الاحتلال تكشف بوضوح نواياه، إذ تحدثت مصادره عن مواجهة محتملة مع “مقاتلين فلسطينيين قادمين من الأردن”، و”مليشيات عراقية”، وحتى “خلايا حوثية”، وهو ما اعتبره مراقبون تبريرات أمنية لشرعنة عسكرة الحدود وتهديد الأردن بشكل مباشر.

الاستيطان كوسيلة للسيطرة

بالتوازي مع التحركات العسكرية، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي على بناء خمس مستوطنات جديدة في غور الأردن، بعضها قيد الإنشاء وأخرى قيد التخطيط، من بينها مدينة كاملة لليهود الحريديم. الاحتلال يصف هذا المشروع بأنه “تعزيز للدفاع عن الحدود”، لكن في الحقيقة هو تكريس لسياسة الاستيطان التوسعية وابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية على مرأى من الأردن.

تجاوزات ميدانية خطيرة

لم يتوقف الأمر عند حدود التخطيط العسكري أو الاستيطاني، بل شهدت الأسابيع الماضية حادثة مثيرة، حيث اجتاز جنود من جيش الاحتلال الحدود إلى داخل الأراضي الأردنية لمسافة مئات الأمتار، قبل أن تعتقلهم قوات الجيش الأردني وتعيدهم بعد ساعات من التحقيق. ورغم أن الحادثة اعتُبرت “خطأً ميدانيًا”، إلا أنها كشفت حجم الاستهتار الإسرائيلي بالسيادة الأردنية، وأكدت أن الحدود ليست محصنة أمام الانتهاكات المتكررة.

بناء أسوار وتنسيق أمني مثير للجدل

المصادر العبرية أشارت أيضًا إلى أن الأردن بدأ، بالتنسيق مع إسرائيل، بناء سياج على الضفة الشرقية لنهر الأردن، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول حدود التعاون الأمني بين الطرفين، في وقت تتصاعد فيه المخاطر التي يفرضها الاحتلال على عمق الأردن الاستراتيجي. وفي المقابل، يعيد الأردن العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية لأول مرة منذ 33 عامًا، في خطوة فسرها مراقبون بأنها استعداد ضمني لمواجهة التحولات العسكرية المتسارعة على حدوده.

مراقبة مشددة منذ حرب غزة

تزايدت الإجراءات الإسرائيلية على الحدود الأردنية منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. الاحتلال نشر أنظمة مراقبة متطورة، ووسع نطاق الدوريات العسكرية، خاصة بعد تنفيذ سائق أردني عملية بطولية عند معبر الكرامة، ما عمّق مخاوفه من أن الحدود الأردنية قد تتحول إلى نقطة مواجهة أو إمداد للمقاومة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى