تقارير

من درع ضد صواريخ إيران إلى فتح الأجواء لقصف قطر.. غضب شعبي يجتاح الأردن

شهدت الساحة الأردنية خلال الساعات الماضية حالة غير مسبوقة من الغضب والاحتقان الشعبي بعد تداول أنباء مؤكدة عن استخدام الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء الأردنية في طريقه لقصف العاصمة القطرية الدوحة، حيث استُهدفت مواقع لقيادات من حركة “حماس”.

وفجرت الخطوة التي وُصفت بـ”الخطيرة والمشبوهة” موجة صاخبة من التساؤلات، ليس فقط حول القرار الرسمي بالسماح بعبور الطائرات، بل حول الدور الذي يلعبه الأردن في الإقليم منذ سنوات، ومدى رضوخه الفعلي للاحتلال.

من حماية الاحتلال إلى فتح السماء أمامه

الغضب الشعبي لم يأتِ من فراغ، بل ارتبط بسياق طويل من المواقف الأردنية المثيرة للجدل، فقبل أشهر قليلة، تحولت سماء الأردن إلى ساحة لاعتراض الصواريخ الإيرانية التي كانت متجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى سقوط بقايا صواريخ في مناطق مختلفة من شمال ووسط المملكة، وأثار وقتها جدلاً واسعًا حول أولويات الدولة: هل تحمي حدودها وسيادتها أم تحمي أمن إسرائيل؟

اليوم، ومع السماح للطيران الإسرائيلي بالتحليق فوق الأراضي الأردنية في طريقه لقصف قطر، يرى كثيرون أن الأردن انتقل من دور الدرع الواقي لإسرائيل إلى دور الشريك المباشر في عدوانها، إذ لم يعد الأمر دفاعًا جويًا اضطراريًا، بل قرارًا سياسيًا بفتح الأجواء أمام الطائرات المعتدية، وهو ما اعتبره ناشطون تجاوزًا للخطوط الحمراء، وانتهاكًا صريحًا لسيادة الدولة، وتناقضًا مع كل الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن دعم القضية الفلسطينية ورفض الاعتداءات الإسرائيلية.

 

غضب شعبي يتفجر على المنصات

وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى ساحة عاصفة للتعبير عن الغضب. تصدرت النقاشات، فيما غرد مئات الناشطين بتعليقات نارية كتب أحدهم: ” الطائرات الاسرائيلية عبرت من الاردن والسعودية ودخلت الاجواء القطرية كل هذه الدول كانت تشترك بصد الصواريخ الايرانية المتوجهة لاسرائيل بحجة سيادة الاجراء؟! اين السيادة الان؟!

 

بينما علّق آخر”كل الشرق الأوسط هدف لإسرائيل لم يستثني مصر الاردن البحرين الإمارات (الدول المطبعة) كل الشرق الأوسط ماذا تقولون “، فيما علق ناشط ” الضربة التي طالت قيادة حماس في الدوحة، تدل على شيء واحد، أن العرب مهما اعتقدوا أنهم أصدقاء لأمريكا و إسرائيل فهم واهمين، لم يكونوا يوما أصدقاء ولن يكونوا مهما فعلوا ..”

 


تساؤلات عن السيادة والقرار المستقل

الأسئلة الأكثر تكرارًا بين الأردنيين تمحورت حول السيادة الوطنية، كيف تُفتح أجواء المملكة لعدو تاريخي كي يضرب دولة عربية؟ ومن اتخذ هذا القرار؟ وهل كان بموافقة الحكومة أم بضغوط خارجية؟ البعض أشار إلى احتمال وجود تفاهمات أمنية مع الولايات المتحدة وإسرائيل تتجاوز القرار الأردني، فيما شدد آخرون على أن مجرد حدوث ذلك يكشف عن خلل عميق في إدارة السيادة والقرار السياسي.

 

التناقض مع الموقف الرسمي المعلن

ما أثار الغضب أكثر هو التناقض بين هذا التطور الخطير وبين الخطاب الرسمي الأردني الذي لا يتوقف عن التنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة والمطالبة بحماية الشعب الفلسطيني، أيضا الموقف الرسمي في البيانات بعد قصف قطر كان بالإدانة والشجب ولكن كيف يستقيم رفض العدوان ورفض القصف من جهة، والسماح بفتح الأجواء لذات الطائرات المعتدية من جهة أخرى؟ هذا التناقض، برأي مراقبين، سيضع الأردن في خانة “المطبعين عمليًا”، حتى لو لم يعلن ذلك صراحة، وسيُستخدم ضده كورقة ضغط سياسي في المستقبل.

دعوات للمحاسبة والتراجع

وسط هذا الغليان، تعالت الأصوات المطالبة بفتح تحقيق شفاف في القضية، وتحديد المسؤولين عن القرار، ومحاسبتهم على ما وصف بـ”التواطؤ مع العدو”. كما دعا ناشطون لإعادة النظر في الاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي يُعتقد أنها تتيح مثل هذه التسهيلات العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى