
أظهر مؤشر جودة الحياة العالمي (Numbeo 2025) استمرار موقع الأردن في المراتب المتراجعة عالميًا، والبعيدة عن المراتب المتقدمة عربيًا، حيث جاء في المرتبة 60 عالميًا، متراجعًا أمام دول خليجية تصدرت المشهد الإقليمي مثل عُمان (4 عالميًا) وقطر (16 عالميًا) والإمارات (24 عالميًا).
وبحسب بيانات المؤشر، الذي يعتمد على قياس عناصر مثل القوة الشرائية، الأمن، الرعاية الصحية، تكلفة المعيشة، جودة البنية التحتية، والمناخ، فإن الأردن يواجه تحديات متعددة أبرزها ارتفاع الأسعار، وضغط سوق العمل، وتراجع القوة الشرائية للمواطنين، ما ينعكس مباشرة على تقييم جودة الحياة.
سياق عربي متباين
في الوقت الذي حققت فيه دول الخليج قفزات واضحة في المؤشر بدعم من الاستقرار الاقتصادي والاستثمار في قطاعات الصحة والتعليم والنقل، ظل الأردن يحافظ على موقع متراجع، بفارق كبير عن السعودية (25 عالميًا) والكويت (33 عالميًا).
ويرى خبراء اقتصاديون أن موقع الأردن في التصنيف يعكس العديد من الإخفاقات إذ ترتفع نسب البطالة، وغلاء المعيشة، واعتماد الاقتصاد بشكل كبير على المساعدات والتحويلات، تضعف قدرة المواطنين على الشعور بجودة حياة مستقرة.
أصوات من الداخل
يقول الخبير الاقتصادي الأردني د. معن القطامين إن “الأردن يمتلك مقومات بشرية ومؤسسية تؤهله للتقدم في مثل هذه المؤشرات، لكن غياب الإصلاحات الاقتصادية الجذرية وتباطؤ الاستثمارات يحد من القدرة على تحسين معيشة المواطن العادي”.
أما على الصعيد الشعبي، فقد عبّر مواطنون عن تخوفهم من المستقبل حيث يعتقد أن المستقبل بات مرتبطًا بالهجرة نحو الخليج أو أوروبا بحثًا عن فرص أفضل.