تقارير
صلوات يهودية ووصاية أردنية مهددة.. هل اقترب الاحتلال من “الهيكل الثالث” المزعوم؟

تصاعدت في الآونة الأخيرة خطوات الاحتلال الإسرائيلي نحو ما يصف بـ “بناء الهيكل الثالث”، مع تزايد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وأداء صلوات يهودية بصوت مرتفع، ورفع الأعلام الإسرائيلية داخل ساحاته.
بحسب ما نقل موقع ميدل إيست آي. هذه التحركات لم تعد مجرد اقتحامات عابرة، بل باتت جزءًا من استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لتغيير الواقع القائم في أقدس المواقع الإسلامية.
حذر عوني بزبز، مدير الشؤون الدولية في دائرة الأوقاف الإسلامية، في حديثه لموقع ميدل إيست آي من أن هذه الاقتحامات تمثل مرحلة حاسمة في محاولات فرض السيادة اليهودية بالقوة على المسجد الأقصى، وقال: “هناك شخصيات بارزة بين المستوطنين، وما يحدث هو محاولة لتقسيم المسجد مكانيًا وفرض سيادة تدريجية”
وتعود جذور الوضع الحالي إلى ما يعرف بـ “الوضع القائم” الذي أرسته الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، والذي ينص على إدارة المسجد الأقصى تحت إشراف الوقف الإسلامي، مع الحفاظ على حرية الطوائف الأخرى في زيارة المكان دون تغييرات على هويته الدينية، لكن، كما يوضح تقرير ميدل إيست آي، فإن الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية بدأ يفرض قيودًا تدريجية على دخول الفلسطينيين، في مقابل السماح المتزايد للمستوطنين بالاقتحام تحت حماية الجيش.
تصعيد منذ أكتوبر 2023
منذ 7 أكتوبر 2023، ازدادت الانتهاكات بشكل كبير، حيث فرض حظر على دخول أي شخص دون سن الستين، وانتشرت قوات كبيرة عند مداخل البلدة القديمة، مما اضطر آلاف الفلسطينيين لأداء الصلاة خارج أسوار المسجد، وفق ميدل إيست آي. كما سمحت السلطات الإسرائيلية للمستوطنين بالغناء والرقص وأداء الصلوات اليهودية علنًا، بعد أن قاد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بعض الاقتحامات شخصيًا.
تآكل سلطة الأوقاف
تشير المصادر لموقع ميدل إيست آي إلى أن السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى شبه كاملة، في حين تقلصت صلاحيات إدارة الأوقاف الإسلامية إلى حد ضئيل، إذ تتطلب أي أعمال صيانة أو إدخال مواد موافقة مسبقة من القوات الإسرائيلية. ويقول المصدر: “سلطتنا على الأقصى باتت معدومة”.
كما وثق التقرير منع دخول سجاد جديد تبرع به الملك الأردني عبد الله الثاني، وإغلاق المسجد لأيام عدة بذريعة الحرب على إيران، في خطوات يرون أنها تهدف لإثبات “السيادة الإسرائيلية” على الموقع تدريجيًا، ما يمهد الطريق أمام تحويل المسجد إلى الهيكل الثالث، وفق تحليلات ميدل إيست آي، وتأكل صلاحيات الوصاية الهاشمية.
وقال مسؤول كبير في الأوقاف تحدث إلى موقع “ميدل إيست آي” إن إسرائيل لا تسمح للأوقاف بتوظيف موظفين أو إجراء أي صيانة داخل المسجد دون موافقة مسبقة، وقال إن أنبوبا انفجر في مكتبه في إحدى المرات، ولم يسمح له بإحضار فني لإصلاحه لمدة شهرين، ونتيجة لذلك، تلقى فاتورة مياه بقيمة 50 ألف شيكل (حوالي 14700 دولار) لمشكلة كان من الممكن حلها بقطعة سعرها 3 دولارات.
“سلطتنا على الأقصى تساوي صفرًا”
وأضاف المسؤول أن إدخال الصابون أو صمامات المرحاض يتطلب موافقة مسبقة أيضًا وقال: “لا أستطيع إصلاح النوافذ أو معالجة أي مشاكل في المكاتب. لا أستطيع حتى تنظيف المجاري قبل الشتاء. كل شيء يحتاج إلى تصريح، وكل ما يقولونه: قدم طلبًا. لا يُسمح لأي شخص بالقيام بأي أعمال صيانة داخل مجمع المسجد الأقصى دون المخاطرة بالاعتقال.”