أخبار

بعد أسابيع من السيطرة.. حرائق سوريا تعود بوتيرة أشد

لليوم الخامس على التوالي، تواصل فرق الدفاع المدني السوري مع متطوعين محليين معركة شاقة لإخماد الحرائق المشتعلة في جبال قرى وبلدات سهل الغاب بريف حماة الغربي، حيث ازدادت رقعة النيران ليل الثلاثاء لتشمل مناطق فقرو وعَنّاب ومرداش، مهددة بالوصول إلى طريق بيت ياشوط الحيوي الرابط بين حماة واللاذقية.

وتمددت النيران، التي اندلعت أول مرة في منطقة الشعرة، بسرعة بفعل الرياح القوية، لتواجه فرق الإطفاء تحديات قاسية أبرزها وعورة التضاريس، وغياب الطرق الحراجية، وشح المياه اللازمة لعمليات الإطفاء. مدير مركز الدفاع المدني في السقيلبية، سامر نصار، أكد أن آليات الإطفاء منتشرة كل 100 متر على طول الطريق لاحتواء النيران ومنعها من التمدد، مع الحرص على حماية المدنيين ومنازلهم، مشيرًا إلى عدم تسجيل أي حالة نزوح حتى اللحظة.

ووصف رجال الإطفاء المشهد بالصعب للغاية، موضحًا أن بعض البؤر لا يمكن الوصول إليها إلا سيرًا على الأقدام، ما اضطر الفرق لاستخدام أدوات يدوية وخطوط نار لوقف تقدم ألسنة اللهب. أكبر هذه البؤر تقع في بلدة فقرو، وتشكل الخطر الأكبر على القرى المجاورة ذات الغطاء الأخضر الكثيف.

 

في المقابل، أعلنت مؤسسة مياه حماة استنفار مواردها لدعم جهود الإطفاء، حيث تم تشغيل أكثر من 25 منهل مائي في سلحب ومصياف وشطحة، رغم تراجع منسوب الينابيع مثل أبو قبيس ونهر البارد، إلى جانب مشكلات انقطاع الكهرباء ونقص قدرات التوليد لتعبئة الصهاريج.

إلى جانب الفرق الرسمية، انخرط أهالي القرى المتضررة في جهود الإطفاء مستخدمين سياراتهم الخاصة وأدوات بسيطة لمحاولة محاصرة النيران، في مشهد يعكس تضامنًا شعبيًا واسعًا أمام كارثة بيئية تهدد واحدة من أهم مناطق الغطاء النباتي في ريف حماة الغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى