في واقعة تكشف ازدواجية المعايير وصلف القوة، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، باغتيال الصحفي في قناة الجزيرة أنس الشريف، في غارة جوية استهدفت مدينة غزة، متهمًا إياه زورًا بقيادة خلية تابعة لحركة “حماس”.
وفي بيان مليء بالمغالطات، زعم جيش الاحتلال أن الشريف “كان قائدًا لخلية إرهابية ومسؤولًا عن إطلاق صواريخ على المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش”، وهو ادعاء يتناقض مع الحقيقة التي يعرفها العالم، إذ كرس الشريف حياته للعمل الإعلامي الميداني، وكان من أبرز الأصوات التي وثّقت المأساة في غزة بالصوت والصورة.
وأسفر القصف الذي استهدف خيمة الصحفيين، عن استشهاد الشريف، أودى كذلك بحياة مراسل الجزيرة الآخر محمد قريقع، إلى جانب مصورين اثنين، ليرتفع عدد شهداء الهجوم إلى سبعة.
ورغم وضوح الجريمة واستهدافها لصحفيين أثناء تأدية عملهم، يلتزم المجتمع الدولي صمتًا مريبًا، في تجاهل صارخ للقوانين الدولية التي تجرّم استهداف الصحفيين، وفي مشهد يعكس تغاضيًا عن جرائم الاحتلال، وتواطؤًا بالصمت أمام محاولات طمس الحقيقة.