العناوينتقارير

“هدم الأقصى” يقترب.. وسياسي أمريكي يكشف سيناريو الكارثة المقبلة

في تصعيد جديد يعكس توجه الاحتلال لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الأحد، باحات الحرم القدسي الشريف، في ما يُعرف لدى الجماعات المتطرفة بـ”ذكرى خراب الهيكل”.

الاقتحام تم وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة، وسمحت الشرطة الإسرائيلية بوجود ستة أفواج من المستوطنين في آن واحد داخل الأقصى، حيث أدخلت فوجا كل عشر دقائق عبر باب المغاربة، في خطوة وصفت بأنها غير مسبوقة.

الوفد المرافق لبن غفير تحدث صراحة عن أن هذه الاقتحامات تمثل “تغييرا هائلا لم يحدث منذ ألف عام”، مؤكدين على أن “جبل الهيكل”، في إشارة للمسجد الأقصى، هو “منطقة ذات سيادة إسرائيلية”، وأن “حرية العبادة لليهود ستُفرض فيه”.

وقال بن غفير نفسه قال من داخل الأقصى “علينا أن نثبت أن السيادة ممكنة، وأن نحتل غزة بالكامل ونعلن السيادة عليها… هذا هو الطريق الوحيد للنصر”.

وفي حزيران الماضي، سمح الوزير ذاته للمستوطنين بإقامة طقوس استفزازية داخل باحات الأقصى، شملت الغناء والرقص، في سابقة خطيرة أكدت تحوّلًا في سياسة الاحتلال من الاقتحامات الصامتة إلى فرض الطقوس العلنية اليهودية، رغم اعتراض دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية.

ميرشايمر يكشف دور الأنظمة العربية
هذا التصعيد الإسرائيلي لا يأتي بمعزل عن أهداف استراتيجية أعمق، بحسب ما يراه السياسي والأكاديمي الأمريكي البارز، جون ميرشايمر، الذي قال في مقابلة حديثة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، إن “إسرائيل ملتزمة بشدة ببناء الهيكل الثالث، ومن أجل تحقيق ذلك، سيكون عليها تفجير المسجد الأقصى”.

وأضاف “لا أستبعد أن تُقدِم إسرائيل على هذه الخطوة، فقد عملت لسنوات على تحييد أي مقاومة، وإذا استدعى الأمر ارتكاب مجازر فلن تتردد”.

وحذّر ميرشايمر من أن ردود الفعل العربية على مثل هذا الحدث الكارثي ستكون مجرد بيانات شجب لفظي، مضيفا “لن تفعل الأردن ولا مصر ولا السعودية خطوة حقيقية، بل ستساعد أنظمتها شعوبها على النسيان”.

 

وحمّل الولايات المتحدة مسؤولية التواطؤ، قائلًا إن واشنطن “تمنح دعمًا اقتصاديا هائلا للأردن ومصر ليس فقط لأسباب تنموية، بل لضمان التزامهم بأمن إسرائيل”، واصفًا الدولتين بأنهما “متخلفتان اقتصاديا وتعتمدان على المساعدات الأمريكية لتطويع مواقفهما السياسية”.

الأردن يندد… والمشهد قد يتكرر

وفي أعقاب الاقتحام الأخير، أصدر وزير الأوقاف الأردني محمد الخلايلة بيانًا شديد اللهجة، حمّل فيه سلطات الاحتلال “المسؤولية الكاملة” عن سلامة المسجد الأقصى وموظفيه والمصلين فيه.

وأكد أن “المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين وحدهم، لا يقبل القسمة أو الشراكة”، وأن إدارة أوقاف القدس هي الجهة الوحيدة المختصة بإدارته.

لكن على الرغم من التصريحات القوية، فإن الرد الأردني لا يزال محصورا في إطار البيانات الرسمية، دون اتخاذ خطوات عملية أو سياسية توقف التغوّل الإسرائيلي، وهو ما يعزز ما ذهب إليه ميرشايمر من أن الدول العربية، ومنها الأردن، لن تتجاوز “حدود الشجب”، حتى في حال وقوع ما هو أخطر من مجرد اقتحام.

ومع تكرار هذه المشاهد، وتصاعد سياسات “فرض الأمر الواقع” داخل المسجد الأقصى، يبدو أن مشروع بناء “الهيكل الثالث” لم يعد مجرد حلم ديني لجماعات متطرفة، بل بات سياسة دولة تنفذ بهدوء وتحت أنظار نظام عربي مشلول، يتلقى تمويلًا مشروطًا بالصمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى