السويداء تعرقل طرق العودة.. تراجع وتيرة رجوع اللاجئين السوريين من الأردن
منذ يومين
أظهر تقرير جديد صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تراجعا ملحوظا في وتيرة عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى سوريا، وذلك عقب اندلاع أحداث عنف دامية في محافظة السويداء، جنوب البلاد، منتصف يوليو الجاري.
وسلط التقرير الضوء على القلق المتزايد لدى اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن من تدهور الأوضاع الأمنية، خصوصًا بعد المواجهات المسلحة بين فصائل درزية ومجموعات عشائرية بدوية في السويداء، مما دفع الآلاف لتأجيل قرار العودة.
وأكد التقرير، الذي صدر قبل أيام، أن الأردن بدوره انخرط بجهود وساطة مكثفة ساهمت في تهدئة التصعيد، مشيرًا إلى أن المملكة تتابع التطورات الأمنية على حدودها الجنوبية بقلق بالغ.
ووفقًا لأحدث البيانات، عاد منذ 8 ديسمبر 2024 وحتى 19 يوليو 2025، ما يقارب 120 ألف لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية من الأردن إلى سوريا، إلا أن متوسط عدد العائدين يوميًا انخفض من 1200 لاجئ في الأسبوع الأول من يوليو إلى 840 فقط في الأسبوع الثالث، متأثرًا بشكل مباشر بالوضع في السويداء.
كما أظهر التقرير أن نحو 20% من اللاجئين الذين كانوا يعتزمون العودة هذا الأسبوع قرروا تأجيل سفرهم، في حين لا تزال أغلب عمليات العودة تنطلق من عمّان، إربد، ومخيم الأزرق.
أما عن التركيبة السكانية للعائدين، فأشار التقرير إلى أن النساء والفتيات يشكلن 48% من العائدين، بينما يمثل الأطفال 43%، والرجال في سن الخدمة العسكرية نحو 20%.
وبالتوازي، أفادت المفوضية بأن عدد النازحين داخليًا من محافظة السويداء بلغ حوالي 176 ألف نازح، توزعوا بين السويداء ودرعا وريف دمشق، ما دفع المفوضية لتكثيف جهود الإغاثة، حيث وزّعت أكثر من 7,000 حزمة مساعدات على الأسر المتضررة خلال النصف الثاني من يوليو.
وحتى 24 يوليو، بلغ عدد السوريين العائدين إلى ديارهم عبر دول الجوار منذ ديسمبر الماضي أكثر من 1.08 مليون شخص، فيما تجاوز عدد النازحين العائدين داخليًا 1.54 مليون.
ورغم استطلاع سابق أجرته المفوضية في بداية العام كشف أن 40% من اللاجئين السوريين في الأردن ينوون العودة خلال 2025، إلا أن سلسلة الحوادث الأمنية الأخيرة، والتقلبات السياسية، تسببت في فتور هذا الحماس، وأعادت إلى الواجهة المخاوف القديمة من غياب الأمن وفرص العيش في الداخل السوري.