اقتصاد

بين وفرة الإنتاج والاستيراد الرخيص.. هل ينهار قطاع الدواجن في الأردن؟

في وقت يشهد فيه السوق الأردني انخفاضًا ملحوظًا في أسعار الدجاج المحلي، بعد دخول كميات كبيرة من الدجاج المستورد من البرازيل، أبدى مربو الدواجن مخاوفهم من التداعيات السلبية للاستيراد المتزايد للدجاج المجمد من البرازيل، الذي أصبح يباع بأسعار تقلّ عن كلفة الإنتاج المحلي، ما يُنذر بإرباك سوق الدواجن وتكبيد المنتجين المحليين خسائر فادحة.

وبحسب رئيس جمعية مستثمري الدواجن والأعلاف، عبد الشكور جمجوم، فإن الانخفاض في الأسعار يعود إلى وفرة الإنتاج محليًا، بالإضافة إلى دخول شحنات من الدجاج البرازيلي. لكنه لم يُخفِ أن الأسعار تراجعت إلى ما بين 1.50 و1.70 دينار للكيلوغرام، وهو ما لا يعد مؤشرا إيجابيا بالنسبة للمزارع المحلية، التي تعاني من ارتفاع حاد في أسعار الأعلاف وكلف التشغيل.

في المقابل، حذر مربو دواجن من أن إدخال شحنات من الدجاج المستورد بأسعار منخفضة – تباع للمستهلك بـ89 قرشًا فقط للكيلوغرام – يعرض المنتج الوطني للخطر، حيث إن هذا السعر أقل من سعر الدجاج الحي من باب المزرعة، الذي يبلغ 1.10 دينار للكيلوغرام، ما يجعل المنافسة غير متكافئة ويهدد بإغلاق مشاريع صغيرة ومتوسطة في قطاع الدواجن.

وأكدوا أن انخفاض الأسعار للمستهلك قد يبدو إيجابيا ظاهريا، لكنه يضرب المنتج المحلي في العمق، في وقت يشكو فيه المزارعون من تحديات التمويل والارتفاع المستمر في أسعار الأعلاف والطاقة.

من جهته، أوضح مساعد الأمين العام للثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، المهندس مصباح الطراونة، أن الوزارة لا تسمح باستيراد الدواجن من ولايات برازيلية مسجّلة فيها إصابات بإنفلونزا الطيور، مشيرًا إلى أن الشحنات الواردة تخضع لرقابة وفحوصات صارمة قبل دخولها الأسواق.

وبين الطراونة أن الاستيراد تم فقط من ولايات بارانا وسانتا كاتارينا، اللتين أعلنت منظمة الصحة الحيوانية الدولية خلوّهما من أي إصابات.

لكن رغم ذلك، يرى مزارعون أن التوسع في الاستيراد – حتى وإن كان قانونيًا – دون ضبط للسوق أو دعم للمنتج المحلي، سيؤدي إلى تراجع الإنتاج المحلي مستقبلاً، ويهدد الأمن الغذائي الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى