40% من الأردنيين يبدأون الشهر بديون.. “الراتب لا يكفي”
منذ 16 ساعة
كشفت تقديرات حديثة عن لجوء ما يقرب من 40% من الأردنيين إلى الاستدانة مطلع كل شهر، لتغطية نفقاتهم الأساسية، في ظل استمرار تآكل الأجور وارتفاع تكاليف المعيشة، وهو ما دفع كثيرين إلى الاقتراض من البنوك، أو عبر المرابحات الإسلامية، أو حتى من الأقارب والأصدقاء.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة إندبندنت عربية، يعاني الأردنيون من أزمة مالية متكررة تتزامن مع بداية كل شهر، نتيجة عدم كفاية الدخل الشهري لتلبية الاحتياجات اليومية، في وقت تشير فيه بيانات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إلى أن استقرار الأجور، مقابل ارتفاع الأسعار، ساهم في تفاقم الاعتماد على الديون بشكل لافت.
وتظهر بيانات البنك المركزي الأردني أن إجمالي القروض الاستهلاكية للأفراد بلغ نحو 16 مليار دولار حتى نهاية عام 2023، في حين وصلت معدلات التضخم إلى أكثر من 5% خلال عام 2024، كما تشير أرقام رسمية إلى أن نسبة الفقر تجاوزت 24%، فيما بلغت البطالة أكثر من 22%.
ويوضح اقتصاديون أن تغيّر نمط تعامل الأردنيين مع المال، وتحول الاقتراض من حل مؤقت إلى وسيلة دائمة لتغطية الاحتياجات الأساسية، يعكس تراجع القدرة الشرائية وتزايد الضغوط المعيشية. وتتنوع وسائل الاستدانة بين القروض البنكية، ونظام المرابحات الإسلامية، بالإضافة إلى الاقتراض غير الرسمي، و”دفاتر الدين” في محال البقالة والصيدليات.
ويقدر عدد المقترضين في الأردن بنحو مليون شخص، 78% منهم من الذكور. ويرى مراقبون أن تسهيل البنوك لإجراءات الحصول على القروض، من خلال عروض مغرية وشروط ميسرة، ساهم في ترسيخ ثقافة الاستدانة، في وقت يبلغ فيه متوسط الدخل الشهري للأردنيين نحو 500 دولار فقط.
وفي ظل هذا الواقع، أطلق مجموعة من الشباب الأردنيين مبادرة إنسانية باسم “صفحتك بيضا”، تعمل على تسديد ديون العائلات الفقيرة في البقالات والمخابز والصيدليات، في محاولة للتخفيف من معاناة الأسر التي تعيش على حد الكفاف.
من جهة أخرى، حذر مختصون من التداعيات النفسية والاجتماعية لتفاقم الديون، مؤكدين أن العجز عن السداد يخلق حالة من القلق المزمن، ويؤثر سلبًا على قدرة الأفراد على الادخار أو التخطيط المالي طويل الأمد، ما ينذر بمزيد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية إذا لم تُتخذ إجراءات رسمية لاحتواء الأزمة.