ضربوها لطرد الجن.. فتاة في العناية المركزة بعد “جلسة علاج من السحر” في الأردن

استقبلت أحدى مستشفيات العاصمة، مساء أمس، فتاة تبلغ من العمر 18 عاما في قسم الطوارئ، وهي تعاني من كسور في الصدر ونزيف داخلي في الكبد والطحال، بعد تعرضها للضرب المبرح خلال ما قالت عائلتها إنها “جلسة علاج من السحر”.
وبحسب مصدر طبي، فإن الأسرة لجأت إلى شخص يدّعي أنه “شيخ مختص بالرقية”، بعد أن ربطوا تأخر زواجها حتى هذا العمر بوجود “مسّ أو عمل سفلي”.
ووفق التحقيقات الأولية، قام هذا الشخص بضرب الفتاة بعنف بحجة “إخراج الجن”، ما تسبب بإصابات خطيرة استدعت نقلها فورا للعناية الطبية المكثفة.
الشرطة باشرت التحقيق واحتجزت المعنيين بالقضية، فيما أثارت الحادثة صدمة واسعة عبر مواقع التواصل، وسط دعوات لتجريم هذه الممارسات وتجفيف منابع الشعوذة.
وأعادت هذه الحادثة تسليط الضوء على خطورة ممارسات الشعوذة والعلاج الوهمي تحت ستار “الرقية الشرعية”، والتي لا تزال تتكرر في بعض البيئات المحلية، رغم مخالفتها الصريحة للقانون والدين، وما تسببه من أذى جسيم، لا سيما للفتيات والنساء اللواتي غالبًا ما يكنّ الطرف الأضعف في هذه المعادلات.
وتعالت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أصوات تطالب بتشديد الرقابة على من يزعمون امتلاك قدرات روحانية، ومساءلة كل من يستغل الدين لتبرير العنف أو لاستغلال جهل الأهالي ومعاناتهم.
في المقابل، حمل خبراء اجتماعيون العائلات جزءا كبيرا من المسؤولية، نظرا لانسياقها وراء معتقدات لا تستند إلى أساس علمي أو شرعي، مؤكدين ضرورة تكثيف حملات التوعية المجتمعية للحد من انتشار هذه الخرافات، خصوصا تلك المرتبطة بتأخر الزواج أو “المسّ” و”السحر”.