تقارير

دراسة عبرية: الأردن جمع بين إدانة الاحتلال علنا والتعاون الأمني معه سرا

في ظل تصاعد التوترات والصراع في منطقة الشرق الأوسط، يعكس الموقف الأردني في حرب الاحتلال الإسرائيلي المعروفة عبريا باسم “السيوف الحديدية” التي اندلعت في أكتوبر 2023 مزيجاً معقداً من التحديات السياسية والاستراتيجية التي تواجه المملكة الأردنية الهاشمية.

وفي دراسة تحليلية صادرة عن معهد موشه ديان وجامعة تل أبيب، يوضح البروفيسور رونين يتسحاق كيف اتبعت عمان سياسة متوازنة بين الدعم المدني للقضية الفلسطينية، خصوصاً في غزة، والتعاون الأمني الاستراتيجي مع إسرائيل، رغم التوترات الواضحة في العلاقات بين البلدين.

وأضافت الدراسة أن نتيجة ذلك التوزان اعتمد الأردن سياسةً مزدوجة: عبارة عن  إدانة علنية لأنشطة إسرائيل في غزة، ومطالبة حازمة بإدخال مساعدات إنسانية عاجلة، مع الحفاظ على قناة اتصال سرية مع إسرائيل.

مع اندلاع الحرب على قطاع غزة، واجه الأردن ضغوطاً داخلية متزايدة لدعم حركة حماس، وفي الوقت ذاته تفرض عليه مصلحته الاستراتيجية الحفاظ على علاقات متينة مع إسرائيل والدول الغربية، وبناءً عليه، اتخذت الحكومة الأردنية موقفاً مزدوجاً يجمع بين الإدانة العلنية للعمليات الإسرائيلية في غزة والمطالبة بفتح ممرات إنسانية عاجلة، مع الحفاظ على قنوات اتصال سرية مع الجانب الإسرائيلي.

وقال يتسحاق إن دور الأردن الفاعل يبرز في جهود وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي مستدام، سعياً لتجنب اتساع دائرة الصراع التي قد تؤثر سلباً على استقراره الداخلي، ويبرز وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مقابلة تلفزيونية أن القضاء على حركة حماس ليس هدفاً واقعياً، مشدداً على أن حل الدولتين يبقى الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

وتابعت الدراسة أنه على الصعيد الدبلوماسي، قام الملك عبد الله الثاني بزيارات مكثفة إلى أكثر من 30 دولة، والتقى بنحو 180 من قادة العالم، في محاولة لتشكيل تحالفات ودعم مبادرات دولية لوقف القتال. وشكلت جهوده مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محوراً أساسياً في مساعي التوصل إلى تسوية تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين.

في الوقت نفسه، دعم الأردن الجهود الإنسانية بشكل واسع، حيث استدعى سفيره من إسرائيل احتجاجاً على القصف الإسرائيلي في غزة، وأرسل مساعدات طبية وإنسانية متعددة عبر مصر، كما أنشأ مستشفيات ميدانية في قطاع غزة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى.

وأضاف الكاتب أنه على الرغم من هذه الجهود، استمرت التوترات بين الأردن وإسرائيل، خاصة بعد تورط الأردن في إحباط هجمات إيرانية على الأراضي الإسرائيلية، مما أثار غضب الرأي العام الأردني، وبرزت موجة انتقادات لإسرائيل جراء ما اعتبره الأردنيون جرائم حرب في غزة.

وأشارت الدراسة إلى أن الأردن أبدي معارضة فيما يتعلق بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، التي اعتبرها تهديداً مباشراً لاستقراره وموقفه من القضية الفلسطينية، مؤكدًا التمسك بحل الدولتين ورفض أي حلول تقوم على تهجير الفلسطينيين قسراً.

واختتمت الدراسة بأن موقف الأردن في حرب “السيوف الحديدية” يعكس حالة التوازن الدقيق بين دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، في ظل صراعات إقليمية معقدة ومتغيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى