تقارير

بين مغشوش محلي وغلاء المستورد.. أزمة الألبان تثقل كاهل المواطن الأردني

تواجه الأسواق الأردنية ضغوطًا غذائية مزدوجة، ففي الوقت الذي يرتفع فيه سعر منتجات الألبان المستوردة عالميًا، يعاني المستهلك أيضًا من مشاكل تتعلق بجودة منتجات الألبان المحلية، الأمر الذي يضاعف العبء على الأسرة الأردنية.

وأدى ارتفاع مؤشر أسعار منتجات الألبان عالميًا، وسط موجة غلاء غذائي، إلى ارتفاع كلفة استيراد الألبان إلى 112 مليون دولار خلال 2023 ، ما انعكس مباشرة على رفوف المتاجر، وجعل الحليب والزبدة والجبن أسعارها تستمر في الصعود، وتسجل واردات الأردن من الجبن واللبنة المجففة نحو 163 مليون دولار، فيما تجاوزت واردات الزبادي والحليب المنكه 26 مليون دولار .

مشكلات الألبان المحلية تزيد اللامبالاة
على الرغم من جهود القطاع المحلي لإنتاج الحليب في وادي الأردن وطرح منتجات مثل الجبنة البلدية، إلا أن المستهلكين رفعوا شكاواهم من وجود مشكلات تتعلق بطعوم صناعية وغياب الرقابة الكافية، ما دفع البعض نحو اللجوء إلى البدائل المستوردة.

وأكد خبراء أن العديد من العائلات لا تثق الآن في جودة الحليب واللبن المحليين، بعد أن لاحظت تباينًا في العبوات المحلية من حيث الطعم والرائحة.

التصدير المحلي في مهب الريح
بينما تستورد الأردن كميات ضخمة من الألبان، فإن الصادرات المحلية في هذا المجال لا تتجاوز 3 ملايين دولار من الزبادي واللبن خلال 2023 ، وأقل من مليون دولار من الحليب المركز والمُحلّى . وهذا التراجع يعكس ضعف القدرة التنافسية للمنتجات المحلية أمام السلع المستوردة التي تبدو أكثر جاذبية رغم ارتفاع أسعارها.

الحل؟ رقابة وحوافز وتوعية
ويرى اقتصاديون أن الحل يبدأ من تعزيز الرقابة الصارمة على المنتجات المحلية لضمان سلامتها وجودتها. كما يقترحون دعم المنتج المحلي عبر حوافز للمزارعين ومعامل الألبان، وإطلاق حملات توعية للمستهلكين تقارن بين جودة وسعر المنتج المحلي والمستورد. إلى جانب ذلك، يشددون على أهمية تطوير الصناعة الوطنية لتصبح قادرة على تصدير المزيد من منتجات الألبان، بدلًا من الارتكاز على استيرادها فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى