اعتراض الإيرانية والسماح للإسرائيلية.. من يريد توريط الأردن في الحرب؟

أثار اعتراض الجيش الأردني للمسيرات والصواريخ الإيرانية المتجهة للأراضي المحتلة، موجة غضب واسعة كما فتحت الباب أمام أسئلة شائكة تتعلق بموقف الأردن مما يجري.
وأعلن الأردن مرارا أنه لن ولن يسمح باختراق أجوائها ولن تكون ساحة حرب لأي صراع، لكن المعطيات على الأرض كانت مغايرة.
وأسقطت القوات الأردنية داخل البلاد عددا من الصواريخ والمسيرات الإيرانية المتجهة لضرب أهداف إسرائيلية.
وذكر جيش الاحتلال في بيان أمس أن “دولا صديقة” شاركت بصد الهجوم الإيراني، في تكرار لما حدث مع عمليتي الوعد الصادق 1 و2 العام الماضي.
تعريض الأردنيين للخطر
وبالفعل أسقطت الطائرات الأردنية عددا من الصواريخ والمسيرات وهي في طريقها لضرب مواقع عسكرية إسرائيلية.
وأصيب 3 مواطنين اليوم في إربد بعد سقوط مقذوف أطلق لاعتراض الهجوم الإيراني.
وتحدث مصدر مطلع تحدث لـ “صوت الأردن”، قائلا إن الصواريخ والمسيرات التي سقطت في الأردن تم إسقاطها من قبل الجيش.
وأضاف المصدر شريطة عدم الكشف عن هويته، أن هذه الإجراءات تعني “أن جيشنا وحكومتنا المكلفان بحمايتنا يقومون بالمخاطرة بنا من أجل حماية إسرائيل”.
وتابع، أن “هذا يعني أيضاً أن إيران قد تتعامل مع الأردن على أنه طرف في الحرب.. فما مصلحتنا؟!”.
تورط بالصراع
مصدر مسؤول وصف قرار الحكومة بأنه “توريط للأردن في هذه الحرب عبر اسقاط الطائرات الإيرانية، وترك الاسرائيلية، وهذا يعني أن الأردن يُدافع عن اسرائيل، ويتم توريطنا”.
داعيا للتوقف فورا عن ما سماه “العبث”.
والجمعة، نقلت شبكة “سي أن أن” الإمريكية، عن مسؤول إيراني كبير قوله إن إيران ستستهدف القواعد الإقليمية لأي دولة تحاول الدفاع عن إسرائيل.
وأضاف المسؤول أن “إيران تحتفظ بالحق في الرد بحزم على النظام الإسرائيلي”.
تناقض روايات
وذكرت السلطات الأردنية أن الصواريخ والمسيرات الإيرانية داخل أراضيها لكن مصادر مطلعة وخبراء نفوا هذه الرواية بشدة.
خبير عسكري تحدث لـ “صوت الأردن” قائلا “لا يوجد صاروخ أو طائرة مسيرة في عالم اليوم، مهما كانت بدائية، تُخطئ بين دولة وأخرى”، مضيفا أن الخطأ يحدث بالأمتار فقط، أو مئات الأمتار.
وأوضح الخبير الذي رفض الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع، أنه من المستحيل أن يتم قصف اسرائيل فيسقط الصاروخ في الأردن وأن ما جرى هو إسقاط للصواريخ والمسيرات وهي في الطريق.
وأشار الخبير إلى أن الحوثيين بإمكاناتهم المحدودة لم تسقط صواريخهم وهي في الطريق لدولة الاحتلال، فهل سنصدق بأن صواريخ إيران تسقط في الأردن؟.
كما تساءل، لماذا لم يسقط صواريخ على العراق؟ كلها في الأردن؟.
وختم حديثه قائلا، كل ما سبق يؤكد أنه يتم اسقاطها في أجواء الأردن دون اكتراث بحياة الناس.
ما الذي تغير؟
ويبدو الموقف الأردني مفاجئا للكثيرين خصوصا أن الأردن بحسب المواقف الرسمية يقف ضد الاحتلال ومع الحق الفلسطيني فضلا عن رفضه لتحركات تقوض الأمن في المنطقة، فما الذي يدفعه لهذا الموقف؟
وفي سنة 1991 أمطر العراق دولة الاحتلال بالصواريخ، عندها مرت الصواريخ فوق سماء الأردن، ولم تتحدث الحكومة آنذاك عن انتهاك لسيادة الأردن، بل خرج الأردنيون يؤيدون قصف دولة الاحتلال.
وفي تلك الحقبة، لم يقم الجيش الأردني بالتصدي لأي من تلك الصواريخ.
وعن ذلك يقول ناشط سياسي أردني، إن “بلدنا تحول اليوم إلى خط دفاع مبكر عن الاحتلال”. وفق قوله.
وأضاف في حديث لـ “صوت الأردن” أن إعادة التموضع الذي اتخذه الأردن كان واضحا منذ زمن ولا يتعلق بالأحداث مؤخرا، فهو يتسق مع إرادة أمريكية إسرائيلية عربية للقضاء على المقاومة الفلسطينية، ومن ثم التطبيع الكامل مع دولة الاحتلال، والتنصل الرسمي من القضية الفلسطينية.
ويشير الناشط، إلى أن الموقف الأردني تجلى بمد الجسر البري للاحتلال، ثم باعتقال أردنيين زعم أنهم يحاولون نصرة غزة “عسكريا” وأخيرا توجه نحو نشطاء التظاهرات ومواقع التواصل المؤيدين للمقاومة.
وأكد أن المزاج الشعبي الناقم على مواقف الأردن آخذ بالتصاعد خصوصا مع توحش آلة القتل الإسرائيلية في غزة، وربما سيترجم هذا الغضب إلى أفعال على الأرض.