تحليل بريطاني: هل يمثل حظر الإخوان في الأردن بداية للتقرب من براغماتية خليجية؟
منذ 10 ساعات
أثار قرار الأردن بحظر جماعة الإخوان المسلمين موجة من التقديرات المتباينة، لا سيما مع اعتباره – من قبل مراقبين – خطوة تتجاوز البُعد المحلي إلى ما هو أعمق لإعادة تموضع إقليمي ينحاز إلى معسكر “الواقعية الخليجية”.
في مقال رأي نُشر بصحيفة الأخبار اليهودية البريطانية، رأى الباحث المتخصص في قضايا الشرق الأوسط “لؤي الشريف” أن قرار السلطات الأردنية بحظر جماعة الإخوان المسلمين ليس مجرد إجراء قانوني داخلي، بل يعبر عن تحول واضح في سياسة المملكة تجاه التيارات الإسلامية، ويؤشر إلى اصطفاف جديد مع التوجهات الخليجية التي تعتبر الجماعة مصدر تهديد للاستقرار.
ووفقاً للمقال، فإن المملكة الأردنية، التي لطالما تبنّت نهجًا متوازنًا تجاه الجماعة، تميل اليوم إلى سياسة الحسم، في ظل تغيّرات إقليمية كبيرة، خصوصاً بعد توقيع “اتفاقيات التطبيع” التي أبرزت واقعاً جديداً في المنطقة، تتقدّمه دول مثل الإمارات والسعودية والبحرين، وتُقدّم نموذجاً في التركيز على التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي بدلاً من الصراعات الأيديولوجية.
وأوضح الكاتب أن جماعة الإخوان في الأردن، والمتمثلة بجبهة العمل الإسلامي بالبرلمان، كانت فاعلة سياسياً واجتماعياً لعقود، وشاركت في الانتخابات وقدّمت خدمات للمجتمع، خاصة بين الأردنيين من أصول فلسطينية. لكن التغيّرات الاقتصادية والاجتماعية، وتراجع الحضور الشعبي للجماعة، خاصة بين فئة الشباب، جعلت تأثيرها محدوداً اليوم مقارنةً بالسابق.
وأضاف المقال أن القرار الأردني يُفهم في سياق “إعادة تموضع سياسي”، لا سيما مع تزايد الضغوط الاقتصادية، وتنامي رغبة الدولة في تطوير علاقاتها الإقليمية مع دول الخليج، التي تتبنى موقفًا صارمًا من جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها تنظيماً يهدد استقرار الدولة.
مع ذلك، حذّر الكاتب من أن حظر الجماعة قد يدفع بعض مناصريها إلى العمل السري أو اتخاذ مواقف أكثر تشدداً، لكنه أكد أن القيادة الأردنية تُراهن على أن التنظيم لم يعد يحظى بالشعبية التي كان يتمتع بها سابقاً، وأن المزاج العام أصبح يميل إلى الابتعاد عن الشعارات الأيديولوجية، والاقتراب من مشروعات العمل والاستثمار والتكنولوجيا.
وختم المقال بالتساؤل: هل سيكون هذا القرار بداية مرحلة سياسية جديدة في الأردن؟ وهل ستفتح الدولة المجال لبدائل سياسية تعبّر عن طموحات الناس، خاصة فئة الشباب؟
بحسب المقال، فإن الإجابة عن هذه الأسئلة ستحدد مستقبل الحياة السياسية في المملكة، في وقتٍ تحتاج فيه الشعوب العربية إلى نماذج جديدة تُعبّر عن صوتها دون الوقوع في فخ الصراعات القديمة.