نشاط تجاري مكثف بين الأردن وسوريا.. خروج 1700 شاحنة في يوم واحد
يونيو 3, 2025
شهدت حركة الشاحنات المغادرة من الأردن إلى سوريا ارتفاعًا غير مسبوق يوم الاثنين الماضي، حيث غادرت 1700 شاحنة عبر معبر جابر الحدودي، مقارنة بمتوسط يومي يتراوح بين 600 و700 شاحنة منذ إعادة فتح المعبر، بحسب تصريحات رئيس غرفتي تجارة عمان والأردن، خليل الحاج توفيق.
وأكد الحاج توفيق أن هذا الارتفاع الكبير جاء نتيجة نشاط اقتصادي متزايد قبيل عيد الأضحى، بالإضافة إلى الانفتاح التجاري المتسارع بين البلدين، وخاصة في مجالات إعادة الإعمار التي تشهد زخماً متصاعداً في سوريا.
ووصف رئيس الغرف التجارية الأرقام بأنها “استثنائية وغير مسبوقة”، مشيرًا إلى أهمية تنسيق رسوم الترانزيت بين الأردن وسوريا لتيسير حركة البضائع، وتعزيز التبادل التجاري بين سوريا والأردن ودول الخليج، فضلاً عن تسهيل مرور البضائع القادمة من تركيا وأوروبا إلى سوريا عبر الأراضي الأردنية.
وأضاف أن هذا التنسيق سيعود بالفائدة على الطرفين من خلال زيادة الإيرادات وتحسين سير العمليات اللوجستية.
وأظهرت إحصائيات غرفة التجارة أن إجمالي الشاحنات التي غادرت الأردن في الفترة من منتصف ديسمبر 2024 حتى نهاية مايو 2025 بلغ 59,788 شاحنة، منها 21,574 شاحنة تحمل صادرات أردنية وطنية، و36,805 شاحنات تستخدم للترانزيت من مراكز أخرى، إلى جانب 1,409 شاحنات فارغة.
وتستحوذ المواد الإنشائية، مثل الإسمنت والخشب والبلاط والدهانات والخزانات، على الجزء الأكبر من البضائع المصدرة إلى سوريا، حيث بلغت الشاحنات المحملة بهذه المواد 11,155 شاحنة خلال الفترة المذكورة. كما شملت الصادرات مواد صناعية متنوعة مثل المواد اللاصقة والأقمشة ومنتجات التنظيف والألواح الشمسية، بإجمالي 1,784 شاحنة، إلى جانب صادرات من المواد الغذائية (لحوم وأسماك وطحين) التي بلغت 1,037 شاحنة، والمنتجات الزراعية (خضار وأسمدة وبذور) التي وصلت إلى 2,226 شاحنة. كذلك تم نقل بضائع متنوعة مثل الأثاث والأدوات المنزلية ضمن حمولات اللاجئين العائدين، والتي بلغت 5,372 شاحنة.
وفي المقابل، سجلت الشاحنات القادمة إلى الأردن خلال نفس الفترة 55,566 شاحنة، منها 30,154 شاحنة أردنية، و5,768 شاحنة سورية، و19,644 شاحنة أجنبية.
وجاء قرار وزارة الداخلية الأردنية، في 23 مارس 2025، بتشغيل مركز حدود جابر على مدار الساعة، لدعم تسهيل حركة التجارة البينية، واستيعاب حجم الشاحنات المتزايد، وسط توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
وتشهد العلاقات الأردنية-السورية تعاونًا مستمرًا عبر زيارات رسمية متبادلة بين الجانبين، كان آخرها زيارة وفود من غرف التجارة والصناعة الأردنية إلى سوريا، التي أسفرت عن فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، وسط استعداد الغرف التجارية الأردنية لدعم مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، لا سيما في قطاعات البناء وتكنولوجيا المعلومات والتعليم.
ويُنتظر أن تُعقد في يوليو المقبل، اجتماعات اللجان المشتركة بين الأردن وسوريا، لمراجعة وتطوير اتفاقية التجارة المشتركة، وتعزيز أطر التعاون الاقتصادي بين البلدين.