استيراد أكثر وإنتاج أقل.. هل تخرج أسعار الغذاء عن السيطرة ؟

في مفارقة لافتة بين الواقع المناخي والتأثيرات الاقتصادية، توقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) أن يبقى التضخم الغذائي في الأردن مستقرًا حتى نهاية العام الجاري 2025، رغم الانخفاض الحاد في الإنتاج الزراعي نتيجة للجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح تقرير صادر عن المنظمة أن الموسم الزراعي في الأردن تأثر سلبًا بسبب قلة الأمطار التي لم تصل إلى نصف معدلاتها المعتادة، مما أدى إلى تراجع إنتاج الحبوب الأساسية، لا سيما القمح والشعير، في محافظات رئيسية مثل إربد وجرش ومأدبا.
استيراد أكثر.. إنتاج أقل
توقّعت المنظمة أن ترتفع احتياجات الأردن من استيراد الحبوب إلى 3.2 مليون طن خلال السنة التسويقية 2024/2025، أي بزيادة تفوق 10% عن المعدل السنوي المعتاد. ويأتي ذلك في ظل اعتماد الأردن الكبير على الواردات لتأمين حاجته من الحبوب، مع توفر مخزون استراتيجي يكفي لاستهلاك القمح لما يقارب 10 أشهر والشعير لأكثر من 8 أشهر.
الأسعار ترتفع.. لكن التضخم لا ينفلت
رغم تسجيل ارتفاعات متتالية في أسعار المواد الغذائية خلال الربع الأول من العام الحالي، خاصة في شهري كانون الثاني وآذار، إلا أن التضخم الغذائي ظل متماسكًا، مدعومًا بإجراءات حكومية حدّت من تأثيرات ارتفاع تكاليف الاستيراد، بحسب التقرير.
وفيما أظهرت بيانات البنك الدولي ودائرة الإحصاءات العامة زيادة في أسعار المستهلك خلال الربع الأول من 2025، فإن متوسط التضخم الغذائي بقي عند مستوى 1.8%، في وقت شهدت فيه الأشهر السابقة تذبذبًا في مؤشرات أسعار الغذاء ما بين ارتفاعات طفيفة وتراجعات محدودة.