أخبار

بين الإشادة والانتقاد.. تقييم متباين للهيئة الخيرية الأردنية في دعم غزة

في الوقت الذي تلقت فيه الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إشادة من منظمة ماليزية لدورها في تسهيل إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، أعربت منظمات دولية أخرى عن تحفظها حيال نفس المسار، مشيرة إلى صعوبات واجهتها رغم الاتفاقيات الموقعة.

 

ففي رسالة رسمية عبّرت مديرة إحدى المنظمات الإنسانية الماليزية، عن امتنانها للدور الذي لعبته الهيئة الخيرية الأردنية في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، مشيدة بالتعاون والتنسيق اللوجستي، وواصفة التجربة بأنها “إيجابية وفعّالة في ظل ظروف إنسانية معقدة”.

 

وأكدت مديرة المنظمة، التي شاركت في عدد من القوافل الإنسانية إلى غزة، أن السلطات الأردنية قدمت التسهيلات اللازمة، مما مكّن من وصول المساعدات حيث يعاني القطاع من أزمة إنسانية خانقة نتيجة الحصار المستمر والتصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

لكن في المقابل، قالت منظمات إغاثية دولية أخرى إن تجربتها في التعامل مع نفس المسار كانت “مختلفة تمامًا”. وأفاد ممثلو هذه المنظمات، الذين زوّدوا الفريق الصحفي بنسخ من العقود المبرمة، بأن المساعدات التي كانت موجهة إلى غزة واجهت عراقيل إدارية وتأخيرات غير مبررة خلال مرورها من الأراضي الأردنية، ما أدى إلى تلف بعضها وتأخير وصولها للمحتاجين.

 

وبحسب تلك الوثائق، فإن الشكاوى تركزت على إجراءات التخليص الجمركي، وآلية توزيع المسؤوليات بين الجهات الأردنية المختلفة، وهو ما اعتبرته تلك المنظمات “غير متسق” مع التفاهمات السابقة.

 

وتأتي هذه التباينات في وقت تتزايد فيه الضغوط على الأطراف الفاعلة إقليميًا لتسهيل تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث تشير تقارير أممية إلى أن أكثر من 75% من السكان يفتقرون إلى الغذاء الكافي والماء الصالح للشرب، في ظل دمار هائل طال البنية التحتية الصحية والإنسانية.

 

ويبرز هذا الجدل الحاجة إلى مراجعة آليات إيصال المساعدات وضمان الشفافية والتنسيق بين كافة الأطراف المعنية، خاصة في ظل تسارع الأوضاع الميدانية وتصاعد التحذيرات الدولية من خطر المجاعة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى