أوهام التداول تبتلع أموال الأردنيين.. شركة “وهمية” تختفي بملايين الدنانير
صوت الأردن
تفجرت في الأردن خلال الساعات الماضية قضية احتيال مالي كبرى، بطلتها شركة “تداول” وهمية يشتبه في استيلائها على ملايين الدنانير من عشرات المواطنين، بعد أن أوهمتهم بتحقيق أرباح ضخمة في أسواق البورصة والعملات الرقمية.
وبحسب شكاوى ضحايا تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الشركة أشبعت زبائنها “إبرًا تخديرية” من الوعود بالأرباح العالية، والعروض الاستثمارية المبالغ فيها، قبل أن تختفي فجأة وتغلق مقارها، رافضة إعادة الأموال لأصحابها.
وأشار التحقيقات الأولية إلى أن الشركة لم تكن مرخصة من هيئة الأوراق المالية الأردنية، ولم تمتلك أي ترخيص رسمي يسمح لها بتقديم خدمات مالية أو استثمارية داخل المملكة، وهو ما يُعد مخالفة صريحة للقوانين المنظمة لقطاع الاستثمار المالي.
قال عدد من المتضررين إنهم قاموا بتحويل مبالغ طائلة للشركة بعد وعود مغرية بتحقيق أرباح شهرية مضمونة، ليتفاجؤوا لاحقًا بتوقف التواصل معهم، وغياب أي وسيلة لاستعادة أموالهم.
وفي بيان رسمي، حذرت هيئة الأوراق المالية المواطنين من التعامل مع أي جهات أو شركات غير مرخصة تقدم خدمات تداول مالي أو استشارات استثمارية، مؤكدة أن التراخيص القانونية والتوثيق الرسمي هما الضامن الأساسي لحقوق المستثمرين.
وأثارت الحادثة جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب مغردون الحكومة والأجهزة الرقابية بتشديد الرقابة على الشركات العاملة في قطاع الاستثمار والتداول الرقمي، وفتح تحقيق شامل في القضية لمحاسبة المسؤولين عن عمليات النصب، واسترداد أموال الضحايا.
وتتكرر في الأردن وخارجه حوادث مماثلة لشركات “وهمية” تستغل ضعف الوعي المالي لدى شريحة من المواطنين، مستندة إلى إعلانات مكثفة وواجهات إلكترونية احترافية توهم بوجود نشاط شرعي، بينما تخفي عمليات احتيال منظمة وعابرة للحدود.
