تقارير

مات غريبا ودفن بعيدا.. القاهرة تودّع معتصم رداد بعد رفض الأردن استقبال جثمانه

صوت الأردن

في مشهدٍ يلخص فصول المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون حتى بعد الموت، شُيّع اليوم الإثنين جثمان الشهيد الأسير المحرر معتصم طالب داود رداد (43 عامًا) في العاصمة المصرية القاهرة، وسط غياب ذويه ومنع الاحتلال من وداعه، ورفض رسمي أردني لاستقباله.

 

وكان رداد قد استشهد في أحد المستشفيات المصرية، بعد صراع طويل مع مرض السرطان الذي أصيب به داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له منذ اعتقاله عام 2006.

 

وينحدر رداد من بلدة صيدا شمالي طولكرم، وقد حُكم عليه بالسجن 20 عامًا، قضى منها 18 عامًا قبل أن يُفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى “طوفان الأحرار” في فبراير 2025، ويُنقل إلى مصر للعلاج.

 

ورغم التدهور الخطير في حالته الصحية، فإن سلطات الاحتلال رفضت السماح لعائلته بزيارته أثناء وجوده في القاهرة، وبعد وفاته، جرى نقل جثمانه إلى العاصمة الأردنية عمّان لمحاولة دفنه في مقابر عائلته هناك، لكن السلطات الأردنية رفضت رسميًا استقباله، وأعادت جثمانه إلى مصر، بذريعة انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي.

 

وقد أثار هذا القرار الأردني انتقادات واسعة من فصائل فلسطينية، أبرزها حركة الجهاد الإسلامي، التي اعتبرت ذلك “قرارًا مستهجنًا” ويبعث على “خيبة أمل عميقة”، لا سيما أن الشهيد حُرم من دفنه في أرضه وبين ذويه، كما حُرم من الرعاية الصحية في سجنه.

 

وشهدت مراسم التشييع حضور عدد من الأسرى المحررين وممثلين عن الجالية الفلسطينية في مصر، حيث وُوري جثمان الشهيد الثرى في إحدى مقابر القاهرة، في ظل غياب كامل لعائلته بسبب المنع الإسرائيلي، وسط مشاعر من الغضب والحزن العميق في صفوف الفلسطينيين داخل الوطن والشتات.

 

ويُعد معتصم رداد أحد أبرز الحالات المرضية التي شهدتها السجون الإسرائيلية، إذ عانى لسنوات من أمراض معقدة في القولون والجهاز الهضمي، دون تلقي أي علاج حقيقي، في سياسة وصفها مختصون بأنها “قتل بطيء ممنهج” للأسير الفلسطيني.

 

وقد نعت مؤسسات الأسرى وهيئات حقوقية الشهيد، مؤكدة أن ما حدث يُعد جريمة جديدة في سجل الاحتلال، وطالبت بفتح تحقيق دولي في ظروف استشهاد رداد ومحاسبة المتورطين في جريمة الإهمال الطبي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى