مصدر خاص ومطلع: ثلاث أسباب وراء إعلان الأردن عن “تنظيم الصواريخ”
منذ 5 ساعات
صوت الأردن – خاص وحصري
كشف مصدر مطلع في عمَّان تحدث حصرياً لموقع “صوت الأردن” عن أسباب الإعلان عن ضبط تنظيم مسلح يضم 16 شخصاً موزعين على أربعة خلايا يخططون لصناعة صواريخ وطائرات مسيرة من أجل تهريبها الى الأراضي الفلسطينية أو تنفيذ عمليات ضد الاحتلال الاسرائيلي، مؤكداً وجود ثلاثة أسباب وراء الاعلان.
وكانت دائرة المخابرات العامة أصدرت بياناً يوم الثلاثاء 15 نيسان/ أبريل 2025 كشفت فيه عن اعتقال تنظيم يعمل على تصنيع صواريخ وطائرات مسيرة، وبثت اعترافات لبعض هؤلاء، وقالت إنهم يستهدفون أمن الأردن دون أن توضح ولا تكشف ما هي أهدافهم داخل الاردن، فيما بثت اعترافات مصورة بالفيديو لبعض المتهمين دون أن يُفصحوا عن أهدافهم، فيما تبين أن ثلاثة أشخاص من بين الـ16 هم محالون أصلاً الى محكمة أمن الدولة ويُحاكمون منذ أكثر من عام في القضية المعروفة باسم “دعم المقاومة”، حيث تم اعتقالهم خلال محاولتهم تهريب أسلحة الى الضفة الغربية، وليس شن هجمات من داخل الأراضي الأردنية.
وبحسب المصدر الذي طلب من “صوت الأردن” عدم الكشف عن هويته، فإن الأسباب الثلاثة التي دفعت المخابرات الى الاعلان عن هذا التنظيم والاعلان عن اعتقال أعضائه مع تضخيم حجمهم والتركيز على أنهم جزء من جماعة الاخوان المسلمين، هو كالتالي:
أولاً: يريد الأردن وبشكل سريع الضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تستأنف ضخ مساعداتها المالية، وجاء الاعلان عن هذا التنظيم قبل انتهاء فترة المراجعة التي قررتها واشنطن (90 يوماً)، وهذا ما يُفسر الى حد كبير زيارة رئيس الوزراء جعفر حسان الى الولايات المتحدة والتي جاءت متزامنة مع الاعلان عن التنظيم المزعوم، حيث كان الهدف الرئيس منها تقديم مزيد من الشرح حول ما كشفت عنه المخابرات.
ويقول المصدر إن الأردن أراد إيصال رسالة للأمريكيين والاسرائيليين مفادها أننا لا زلنا نحمي مصالحكم، ويتوجب عليكم الاستمرار في تقديم المساعدات المالية، والتي يذهب جزء كبير منها الى الجهاز الأمني والعسكري.
ثانياً: يريد الأردن التصعيد ضد جماعة الاخوان المسلمين، وشن حملة اعتقالات في صفوفهم، وذلك من أجل التقارب مع السعودية والامارات، والحصول على دعم مالي منهم، حيث إن الرياض وأبوظبي تطالبان الأردن منذ العام 2016 بالقضاء على جماعة الاخوان المسلمين مقابل تقديم المساعدات المالية. فيما أبدت كل من البلدين غضبهما بعد أن حقق الاخوان تقدماً كبيراً في آخر انتخابات برلمانية شهدها الأردن.
ثالثاً: الاعلان عن التنظيم جاء كمحاولة لإشغال الناس والشارع في الوقت الذي تعتزم فيه الحكومة فرض حزمة من الضرائب الجديدة (في مقدمتها الضرائب على الأبنية والأراضي وارتفاع فواتير الكهرباء والمياه)، بما سيؤدي الى ارتفاع كبير بالأسعار، حيث تريد الحكومة إشعار الناس بوجود خطر يُهددهم ودفعهم نحو الالتفاف حولها بدلاً من انتقادها، وكذلك تريد إسكات الناس وإضعاف أية قوى سياسية منظمة مثل الاخوان يُمكن أن تقوم باحتجاجات.
يشار الى أن ثلاثة من المعتقلين الـ16 يُحاكمون منذ أكثر من عام أمام محكمة أمن الدولة، وهم: خالد محمد جبر والذي تقول المخابرات إنه قائد التنظيم، وحذيفة جبر، وإبراهيم المجدلاوي. وجميعهم تلقوا وعوداً متكررة خلال الفترة الماضية بإنهاء قضيتهم وإخلاء سبيلهم وذلك بسبب أنهم لم يقوموا بأي عمل ضد الأردن، وإنما قاموا فقط بمحاولة تهريب أسلحة من الأردن الى الضفة الغربية، وهو ما أكد محاميهم للمحكمة إنه لا يُمكن اعتباره عملاً إرهابيا، ولا هو تهديد لدولة صديقة.