تقارير

هل يُمكن تصديق “الفيلم” الذي عرضته المخابرات؟.. هذه هي الحكاية

صوت الأردن – خاص

المزاعم التي نشرتها دائرة المخابرات عن وجود تنظيم يقوم بصناعة الصواريخ والطائرات المسيرة ولديه معامل للمتفجرات والعبوات الناسفة داخل الأردن، هي أشبه بـ”فيلم هندي” خيالي بحت لا علاقة له بالحقيقة، وثمة أسباب هامة وراء اختلاق هذا الفيلم وعرضه على الرأي العام.

وقبل الحديث عن الأسباب التي دفعت الى اختلاق هذا الفيلم، ففيما يلي الأدلة التي تجعل من المستحيل أن تكون هذه المزاعم صحيحة، أو لها علاقة بالواقع:

أولاً: صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة هي أمر معقد، ولم تنجح به سوى حركة حماس في غزة بسبب أنها تحكم القطاع وتسيطر على كل أركانه منذ أكثر من 20 عاماً، بينما حماس ذاتها لم تنجح في صناعة صاروخ واحد في الضفة الغربية، لا بل إن الأهم من ذلك هو أن حزب الله ذاته في جنوب لبنان على كل قوته لا يقوم بصناعة الصواريخ محلياً ولا يمكنه ذلك، وإنما يحصل عليها جاهزة من حلفائه وعلى رأسهم إيران.. فهل من المعقول أن يقوم ثلاثة أشخاص بصناعة صواريخ؟! أو حتى 16 شخصاً، علماً بأن البيان ذاته يقول بأن الـ16 شخصاً هم أربع خلايا وواحدة منهم فقط مخصصة لصناعة الصواريخ.. فهل يوجد في الكون مصنع صواريخ يقوم على ثلاثة أشخاص؟!

ثانياً: الخلية الرئيسية التي تم الكشف عنها تضم ثلاثة أشخاص، وهؤلاء الثلاثة هم أمام محكمة أمن الدولة منذ أكثر من عام، ومعتقلون منذ منتصف 2023، وهؤلاء يتم محاكمتهم بتهمة محاولة تهريب أسلحة الى الضفة الغربية، وليس موجوداً في لائحة الاتهام أي ذكر لصواريخ ولا متفجرات ولا مصانع ولا خلافه.

ثالثاً: المعلومات التي نشرتها الحكومة ودائرة المخابرات تقول بأن الصواريخ مشابهة لصواريخ “غراد”، ومداها بين 2 و5 كيلومترات، والحقيقة أن صواريخ “غراد” يبلغ مداها 80 كيلومتراً، لكن الأهم من ذلك هو ما أهمية صواريخ يبلغ مداها 2 كيلو متر؟ هل كان المتهمون ينوون مهاجمة جيرانهم في الحي مثلاً؟! حيث إن هذا المدى ليس له أي قيمة ولا يُمكن أن يصل الى أي هدف.

رابعاً: تحدث البيان عن صاروخ “كاتيوشا” في مرج الحمام.. فكيف وصل الى الأردن؟ وكيف تم إخفاؤه؟ علماً بأن صواريخ “كاتيوشا” تحتاج الى راجمات، وهي كبيرة نسبياً ومن المستحيل تخزينها في مناطق سكنية بسبب حجمها الكبير ووزنها الثقيل.

أما الأسباب التي دفعت الحكومة الى هذا الفيلم، فهي كالتالي:

أولاً: تريد الحكومة الحصول على أموال من الامارات والسعودية من جهة، وتريد الضغط على الولايات المتحدة من جهة ثانية لاستئناف مساعداتها الى الأردن، وذلك عبر القول بأنها تقوم بعمل مهم ويستوجب الدعم، وهو الأمر الذي يُمكن أن يقتنع به ترامب، وخاصة أن هذا يأتي بعد تحذيرات اسرائيلية متكررة من أن الحدود الأردنية يُمكن أن تصبح مصدراً للهجمات.

ثانياً: تريد الحكومة الأردنية إشغال الناس وإشعارهم بوجود تهديد لأمنهم الداخلي، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه بتمرير ضرائب جديدة وباهظة، سواء على العقارات أو المساكن أو الأراضي، أو عبر تشديد العقوبات والغرامات المتعلقة بالكهرباء والمياه وخلافه، وهو ما يثير غضباً داخل الأردن.

ثالثاً: ربما تكون هذه القضية تمهيد لحملة أمنية تستهدف الإخوان المسلمين، وتنتهي باعتقالات واسعة في صفوفهم، وحل جبهة العمل الاسلامي، وربما تتوسع الى حل البرلمان والتخلص من الاسلاميين الأعضاء في المجلس. وهذه الحملة التي لطالما طلبتها السعودية والامارات من الأردن كشرط لاستمرار إرسال المساعدات المالية للحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى