اقتصاد

أسعار الذهب تواصل الصعود مع تصاعد الحرب التجارية العالمية

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس، مدعومة بتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وسط قلق المستثمرين من تداعياتها على الأسواق المالية والنمو العالمي.

 

وسجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعا بنسبة 0.2% ليصل إلى 3089.17 دولارا للأوقية، بينما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.8% لتصل إلى 3104.90 دولارًا للأوقية، مع تزايد الطلب على الأصول التي يُنظر إليها على أنها ملاذ آمن خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي.

 

يأتي هذا الارتفاع بعد أن أعلن ترامب، في خطوة مفاجئة، تعليق بعض الرسوم الجمركية التي فرضها في وقت سابق على العديد من الدول، لكنه قرر في الوقت نفسه زيادة الرسوم المفروضة على الواردات الصينية من 104% إلى 125%، مما أثار ردود فعل واسعة في الأسواق العالمية ودفع المستثمرين إلى البحث عن أصول أكثر أمانًا.

 

وقد تسبب هذا القرار في اضطراب الأسواق المالية، حيث يخشى المستثمرون من أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة التكاليف على الشركات والمستهلكين، فضلًا عن تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة والصين، اللتين تبادلتا فرض رسوم جمركية متبادلة خلال الأيام الأخيرة.

 

وتزامن التصعيد التجاري مع نشر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والذي أظهر قلق صناع السياسة النقدية من تزايد المخاطر التي تهدد الاقتصاد الأميركي، حيث أشار المسؤولون إلى أن التباطؤ في النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم قد يضعان البنك المركزي في موقف معقد، مما قد يجبره على اتخاذ قرارات صعبة بشأن السياسة النقدية في الفترة المقبلة.

 

وبحسب بيانات الأسواق، فإن التوقعات تشير إلى احتمال بنسبة 72% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في شهر يونيو المقبل، وهو ما يمثل دفعة إيجابية لأسعار الذهب، الذي يستفيد عادة من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث يصبح أكثر جاذبية للمستثمرين مقارنة بالأصول ذات العوائد مثل السندات.

 

في ظل هذه الأجواء، شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى أداء متباينا، حيث تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% لتسجل 30.89 دولارًا للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 933.20 دولارًا، في حين هبط البلاديوم بنسبة 1% ليسجل 922.50 دولارًا للأوقية.

 

مع استمرار حالة الترقب في الأسواق، يتجه تركيز المستثمرين حاليا نحو بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع صدورها في وقت لاحق اليوم.

 

وتحظى هذه البيانات بأهمية كبيرة، حيث إنها قد توفر مؤشرات جديدة حول مستقبل التضخم والسياسات النقدية الأميركية، مما قد يؤثر على توجهات المستثمرين في أسواق الذهب والمعادن النفيسة خلال الأيام المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى