القصة الكاملة لفيديو “أبو جوليا” الذي أثار الجدل في الأردن وفلسطين
منذ أسبوعين
كتب: محرر الشؤون المحلية
فوجئ الأردنيون والفلسطينيون بمقطع فيديو ظهر فيه صانع المحتوى الفلسطيني الغزاوي، والطباخ الأشهر عربياً أبو جوليا، وهو يهاجم المقاومة الفلسطينية بالقول إنه “لا أحد قد استشار الفلسطينيين بهذه الحرب”، إضافة الى التشكيك بعملية السابع من أكتوبر 2023 عبر القول إن “كل المنطقة بما فيها اسرائيل كانت على علم بها”.
والمفاجئ والغريب في مقطع الفيديو هو أن أبو جوليا لم يسبق له مطلقاً أن تحدث في الشأن السياسي، بل حتى في أحلك الأوقات التي كان يمر بها قطاع غزة كان يلتزم الصمت، وكان على الدوام يتذرع بأنه يريد الحفاظ على صفحته على “فيسبوك” وحساباته على شبكات التواصل الاجتماعي. بل إنه وضع صورة للشهيدة شيرين أبو عاقلة في مطبخه فور استشهادها وسرعان ما أزالها لاحقاً مبرراً ذلك بأن أي حديث عن فلسطين سيؤدي الى فقدان صفحته وحساباته، وهكذا ظل يلتزم الصمت في الموضوعات السياسية طوال الفترة الماضية، بما فيها خلال العدوان الاسرائيلي البشع على غزة.
ويقيم أبو جوليا حالياً في العاصمة الأردنية عمان، حيث غادر بريطانيا قبل سنوات وتفرغ لتأسيس مطعمه الذي حمل اسمه في شارع “وادي صقرة” وسط العاصمة عمان، وهو ما جعل موقع “صوت الأردن” يتمكن من التحري والتقصي لمعرفة أسرار وكواليس الفيديو المفاجئ الذي قام بنشره على شبكات التواصل الاجتماعي عن الحرب في غزة، ويتضمن تحريضاً غير مباشر ضد المقاومة وحركة حماس.
وكشف مصدر أردني وثيق الإطلاع لموقع “صوت الأردن” الإخباري أن أبو جوليا، واسمه الحقيقي محمد سبيتة، وكنيته “أبو خالد”، كان قد تلقى قبل أيام اتصالاً من دائرة المخابرات العامة في الأردن، وعلى إثر الاتصال حصل لقاء مع ضابط أردني طلب منه تسجيل هذا المقطع وأملى عليه بالضبط ماذا يقول.
ويقول المصدر إن المخابرات طلبت من أبو جوليا (سبيتة) أن يُهاجم حماس بشكل مباشر وعلني، لكنه رفض ذلك بسبب وجود والده ووالدته وأشقائه وشقيقاته وعدد كبير من أفراد عائلته داخل قطاع غزة، وتذرع بأن الهجوم المباشر والعلني على حماس قد يعرضهم للخطر، وهو ما اقتنع به ضابط المخابرات ووافق على الصيغة التي جاءت في الفيديو المنشور.
ويؤكد المصدر أن أبوجوليا تعرض لتهديد مباشر بسحب إقامته في الأردن، وبالتالي انتهاء مشروعه التجاري (المطعم) وذلك “في حال رفض التعاون مع المخابرات”، وهو ما أدى به الى موافقته فوراً على الظهور في الفيديو وقول الكلام المطلوب منه.
وفور نشر الفيديو الذي ينتقد فيه المقاومة الفلسطينية انتشرت دعوات في الأردن لمقاطعة مطعم “أبو جوليا” وإدراجه على قوائم السلع والمنشآت المقاطعة، والتعامل معه على غرار الشركات الأجنبية التي انحازت للإحتلال في هذه الحرب.
يشار الى أن “أبو جوليا” هو طباخ فلسطيني اسمه الحقيقي محمد سبيتة، وتعود أصوله الى مدينة غزة التي غادرها في العام 2019 وانتقل الى العاصمة البريطانية لندن للعمل كمترجم بين العربية والانجليزية، لكنه برع في مجال الطبخ وإعداد الطعام العربي، وسرعان ما انتشر خلال فترة إغلاقات كورونا، وذاع صيته، وقبل نحو عامين غادر بريطانيا الى الأردن التي أسس فيها مطعمه الخاص. وهو من مواليد العام 1987 وعائلته لا تزال تسكن في غزة حتى الان.
