تقارير

لماذا غضب بعضُ الأردنيين من خليل الحية؟

كتب: معتز الطراونة

فور إعلان حركة حماس التوصل الى وقف إطلاق النار على لسان نائب رئيسها السياسي خليل الحية انتشرت موجة غير مسبوقة من الانتقادات في أوساط الأردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب أن الحية لم يذكر الأردن عندما خص بالشكر مجموعة من الدول التي قدمت الدعم والاسناد وتوسطت من أجل التوصل الى هذه الهدنة.

الانتقادات التي استهدفت الحية وتوسعت لدى البعض الى انتقاد حركة حماس وقطاع غزة ذاته بدت وكأنها “حملة منظمة” تديرها جهة ما داخل الأردن، وهذه الجهة هي ذاتها التي سبق أن جندت مغرديها ونشطاءها على شبكات التواصل في أكثر من مناسبة من أجل إظهار أن الرأي العام في الأردن يسير باتجاه معين.

الذين انتقدوا خليل الحية بسبب عدم شكره للأردن هم من يُطلق عليهم في لغة “السوشيال ميديا” اسم “السحيجة” أو “الذباب الالكتروني” أو كلا الاسمين، وهم على الأغلب أشخاص وهميون يعملون على شبكات التواصل بأسماء متعددة، لا بل إن بعضهم يزعم أنه أردني وهو ليس أردنياً ولا يعرف شيئاً عن الأردن، وهؤلاء بطبيعة الحال يتلقون الأوامر بشكل جماعي عبر مجموعات “واتس آب” ومن ثم يبدؤون التغريد والتدوين بحسب الاملاءات ولمصلحة من يدفع لهم الراتب.

وبعيداً عن هذه التفاصيل فان مشهد “السحيجة” الأردنيين تجاه حركة حماس هو كالتالي:

– عندما خرج الناطق العسكري “أبوعبيدة” وأثنى على الأردن خير ثناء وقال إن الأردن هي “جبهة الاسناد الأهم”، وامتدح الأردنيين بأفضل مما يقول الحبيبُ لحبيبته؛ حينها شنوا حملة ضده وقالوا “لا تتدخل في شؤوننا الداخلية”!

– عندما تجنب خليل الحية أي ذكر للأردن، لا خيراً ولا شراً، شنوا حملة ضده، واتهموا حركة حماس وغزة بأنهم يأكلون من خير الأردن ثم ينكرونه ولا يشكرونه!

– وسرعان ما حاولت حماس تصحيح خطأ الحية الذي يبدو أنه عن طريق “السهو”، حيث سارعت الى محاولة إرضاء الأردن والأردنيين، وذلك عبر مقابلة القيادي سامي أبوزهري مع إذاعة “حسنى” الذي شكر الأردن ملكاً وحكومة وشعباً، إضافة الى تصريح القيادي في غزة الدكتور باسم نعيم والذي خص فيه الأردن بالشكر والاشادة.. بعدها خرج “السحيجة” أنفسهم يقولون: الأردن أكبر من أن يشكره الصغار ولا ننتظر شكراً من أحد!!

الخلاصة أن الجيش الالكتروني الذي يعمل في الأردن على التحريض ضد حماس منذ أكثر من عام كامل، لا يُمكن أن يرضى أو يتوقف عن التحريض ولو أضاءت حماس أصابعها جميعاً.. واقع الحال يصفه بيت الشعر القائل: “وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. ولكن عين السخط تبدي المساويا”. هؤلاء سيشتمون حماس مهما فعلت، سواء تكلمت أو سكتت، حاربت أو سالمت. هم لها شاتمون على أية حال.. هؤلاء “السحيجة” يثيرون الشفقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى