تراجع البطالة العامة لا يعكس الواقع.. خبير اقتصادي يكشف الأرقام الحقيقية

أعاد الخبير الاقتصادي منير دية الجدل حول أرقام البطالة الأخيرة، بعد أن أوضح أن كثيرين أساؤوا فهم المؤشرات التي أعلنتها دائرة الإحصاءات العامة.
وقال إن البطالة بين الأردنيين سجلت ارتفاعًا لتصل إلى 21.4% مقابل 21.3% في الربع الثاني، ما يعني زيادة طفيفة لم تُقرأ كما يجب، في حين اعتقد البعض أنها تراجع.
وأوضح دية أن السبب في ظهور انخفاض بالمعدل العام للبطالة يعود إلى تراجع البطالة بين غير الأردنيين إلى 9.3%، ما أدى إلى خفض المعدل المشترك ليصل إلى 16.2%، أي أقل بـ0.3% عن الربع السابق الذي بلغ 16.5%.
ومع ذلك، بقيت بطالة تسير في الاتجاه المعاكس، وهو ما يراه دية مؤشراً على خلل جوهري في إدارة ملف سوق العمل.
وشدد الخبير الاقتصادي على أن الخطر الحقيقي يكمن في عدم قدرة السياسات الحالية على تحقيق تحسّن داخل الفئة الأكثر تأثرًا، وهي العمالة الأردنية. وأكد أن خطط التشغيل الحكومية كان يفترض أن تُحدث الأثر الأكبر لدى أبناء البلد، لا أن تسجل العمالة غير الأردنية انخفاضًا يفوق انخفاض البطالة بين الأردنيين.
ودعا دية الحكومة ووزارة العمل إلى إعادة مراجعة الاستراتيجيات المعتمدة، وإعادة توجيهها بما يضمن توفير فرص عمل حقيقية للأردنيين، مشيراً إلى أن تعزيز التشغيل المحلي ينعكس مباشرة على الاستهلاك والسوق الداخلية، بينما لا يترك تشغيل العمالة غير الأردنية الأثر ذاته.
وختم دية أن الأرقام الأخيرة تعد “جرس إنذار يستوجب تعديل المسار”، داعيًا إلى إطلاق برامج واضحة تستهدف خفض البطالة بين الأردنيين، بوصفها التحدي الأبرز أمام الحكومة خلال المرحلة المقبلة.






