الطفولة في ورش المصانع.. ضبط عشرات الأطفال العاملين الشهر الماضي

كشفت وزارة العمل عن ضبط 154 حالة عمل لأطفال خلال شهر تشرين الأول الماضي، في وقت لا تزال فيه الفرق التفتيشية تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى جميع الحالات بسبب هروب بعض الأطفال أثناء الجولات، بتحريض من أصحاب العمل أحياناً.
وقالت هيفاء درويش، رئيسة قسم تفتيش عمل الأطفال في وزارة العمل، إن هذه الحالات تم اكتشافها ضمن أكثر من 6 آلاف زيارة ميدانية نفذتها فرق التفتيش في مختلف مناطق المملكة، مؤكدة أن الوزارة تتعامل مع الظاهرة باعتبارها قضية إنسانية واجتماعية خطيرة تتطلب تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية.
وأوضحت درويش أن 85 منشأة تم ضبطها وهي تُشغّل أطفالاً دون السن القانونية، جرى مخالفتها وفق القانون، فيما أُخطرت 37 منشأة أخرى لتصويب أوضاعها. وأضافت أن الغرامات المفروضة بحق المخالفين تتراوح بين 300 و500 دينار، مشيرة إلى أن هذا المبلغ يشكل “رادعاً حقيقياً” لكنه لا يغني عن تعزيز الرقابة والتوعية.
وتشير بيانات الوزارة إلى تلقيها 56 بلاغاً عن حالات تشغيل أطفال عبر قنواتها المختلفة خلال الشهر الماضي، إضافة إلى 92 شكوى عمالية تخص الأطفال وردت عبر منصة “حماية”. هذه الأرقام، وفق درويش، تعكس حجم الظاهرة الذي يتجاوز ما يُرصد ميدانياً، ما يستدعي رفع مستوى الوعي المجتمعي بخطورة استغلال الأطفال في سوق العمل.
وتحدثت درويش عن أبرز التحديات التي تواجه فرق التفتيش، وفي مقدمتها عدم توافر بيانات كافية عن الطفل العامل لدى صاحب المنشأة، ما يعيق توثيق الحالة ومتابعتها، إلى جانب تحايل بعض أصحاب العمل لإخفاء الأطفال عن الأنظار خلال حملات التفتيش.
وختمت درويش بالتأكيد على أن وزارة العمل ماضية في تكثيف الجولات الرقابية، بالتوازي مع تنفيذ أنشطة توعوية وتثقيفية تستهدف الأسر والمجتمع المحلي، لردع ظاهرة عمل الأطفال والحد من أسبابها الاقتصادية والاجتماعية.






