ينال فريحات يهاجم الإعلام الرسمي: تجاهل للأزمات الحقيقية وتضخيم لقضية الجماعة “المحظورة”

وجّه النائب ينال فريحات انتقادات حادّة للإعلام الرسمي والفضائيات المحلية في الأردن، متسائلا بسخرية عن الأولويات الوطنية ومآلات الخطاب الإعلامي، في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تعاني منها البلاد.

وقال فريحات في منشور على منصة فيسبوك تحت عنوان “قضية الجماعة ‘المحظورة’ وأولوياتنا الوطنية وفضائياتنا المحلية”، إن الأردن يواجه أوضاعا كارثية على جميع المستويات، منها تجاوز مديونية الدولة 45 مليار دينار، ووجود عجز سنوي يزيد على ملياري دينار، مع أكثر من مليار ونصف فوائد سنوية لأقساط الديون. وأشار إلى أن تقارير البنك الدولي تُظهر أن 50% من الشباب في الأردن عاطلون عن العمل، بالإضافة إلى وجود 470 ألف طلب توظيف في ديوان الخدمة المدنية.

وأضاف أن نظام التعليم يعاني من تراجع كبير جعل الأردن يحتل المرتبة 75 من أصل 80 دولة في امتحان “بيزا” العالمي، إلى جانب الرسوم الجامعية “الفلكية”، والاكتظاظ غير المسبوق في الخدمات الصحية، والترهّل الإداري في القطاع العام، والبطالة المقنّعة، وضعف شبكة المواصلات، وبيع مؤسسات الدولة بثمن بخس، وتخلي الدولة عن أدوارها الاجتماعية، وارتفاع الأسعار مقارنة بمستوى دخل المواطنين بشكل يُعدّ من بين الأعلى في العالم.

وقال فريحات بسخرية: “اليوم أصبحت أعتقد بأن الجماعة المحظورة هي السبب وراء كل ذلك!”، متسائلا عن علاقتها بهذه الأزمات، وهي لم تتولَّ يوما المسؤولية، ولم تتخذ قرارا واحدا في الدولة.

وأوضح أنه تابع التغطية الإعلامية في التلفزيون الأردني وقناة المملكة، حيث جرى التركيز على اتهام الجماعة بجمع 30 مليون دينار بشكل غير قانوني، وبأنها استغلت أحداث غزة لجمع التبرعات من المواطنين الذين يثقون بها، ثم قامت بإرسال تلك الأموال للخارج بالتنسيق مع فرد مقيم في عمان، على ارتباط بـ”تنظيم خارجي”، في إيحاء ضمني بأن الأموال قد تكون ذهبت لصالح هذا التنظيم.

واستطرد النائب بالقول إن الفضائيات المحلية خصّصت تغطيات على الهواء مباشرة لتحليل هذه الاتهامات، ما يعطي للمواطن انطباعًا بأن هذه القضايا هي السبب في ما وصلت إليه البلاد من أزمات، وأن الهدف من التغطيات هو “محاسبة المسؤولين الذين أوصلونا لهذه النتائج الكارثية، وفضح ما كانوا يخططون له من مخططات إجرامية”.

وأضاف ساخرا: “نعم، المخططات الإجرامية، حيث أن أحد الضيوف الذين تم استضافتهم في التغطية، وهو أمين عام حزب أردني ورئيس لكتلة نيابية، قال وبكل جرأة إن أموال الجماعة ‘المحظورة’ كانت قادرة على شراء طائرات مقاتلة!”، مضيفًا: “وبالقياس على ذلك، قد تكون الجماعة قد خططت لتخصيب اليورانيوم وإنتاج قنبلة نووية ونحن لا ندري!”.

وختم فريحات منشوره بشكر ساخر للفضائيات التي يدفع المواطن الأردني لها أكثر من 45 مليون دينار سنويًا من ضرائبه، قائلاً: “الشكر الأجزل لجميع من تم استضافتهم لنستمع لتحليلاتهم القيمة والعميقة جدا.. جدا جدا، نعدكم بأننا لن ننساكم، وبالتأكيد الله عز وجل لن ينساكم”.