وول ستريت جورنال: قمع الإخوان يزيد الغضب الشعبي في الأردن ضد “إسرائيل”

صوت الأردن
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقرير لها قالت إن الأردن ومصر، اللتين تتمتعان بعلاقات رسمية طويلة الأمد مع إسرائيل، تواجهان غضبًا متزايدًا بسبب تلك العلاقات، في الوقت الذي يتسع فيه الصراع في غزة.
وأشار التقرير إلى أن الحكومتين سمحتا بدرجات متفاوتة من الاحتجاجات الشعبية على تلك العلاقات، حيث أعرب المواطنون عن استيائهم من سياسات إسرائيل في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن الحكومة الأردنية فرضت الأربعاء حظرًا شاملًا على جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يعتبر ردًا على الاحتجاجات المتكررة التي نظمتها الجماعة في العاصمة عمّان.
وأضافت الصحيفة أن الاحتجاجات ركزت على انتقادات علنية للحكومة وعلاقتها بإسرائيل، كما شهدت بعض المظاهرات اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأردنية بالقرب من السفارتين الأمريكية والإسرائيلية.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن محللين في صحيفة “وول ستريت” قولهم إن هناك مطالبات قوية في الأردن بتحرك حقيقي ضد إسرائيل يشمل قطع العلاقات وفرض عقوبات ملموسة، إلا أن الحكومة الأردنية تركز بدلاً من ذلك على قمع جماعة الإخوان المسلمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعة وفروعها كانت من بين أبرز المنظمين للاحتجاجات المتكررة، وهو ما دفع الحكومة إلى فرض حظر شامل على نشاطاتها، بما في ذلك منع حضور أو تغطية الاحتجاجات التي تنظمها. وقد اعتبر المحللون أن هذه الإجراءات تهدف إلى إبعاد الجماعة عن تحريك الشارع الأردني، إذ يُنظر إليها على أنها تشكل تهديدًا للاستقرار الداخلي.
وفي مصر، قالت الصحيفة إن الحكومة سمحت للمواطنين أحيانًا بالتنفيس عن غضبهم في مظاهرات تركز على التضامن مع الفلسطينيين دون الانتقاد المباشر للنظام المصري ورغم السماح بتلك المظاهرات، تواصل الحكومة المصرية تضييق الخناق على الفلسطينيين وتستمر في تعاونها الأمني مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن الاضطرابات في مصر والأردن تشكل تحديًا كبيرًا لكل من القيادتين، حيث تعتمد إسرائيل على القاهرة وعمان في مكافحة الجماعات المسلحة غير الحكومية وتأمين حدودها، ومع ذلك، أضافت الصحيفة أن كلا الشعبين الأردني والمصري يعتبران إسرائيل معادية على نطاق واسع، مما يجعل العلاقة الرسمية بين الحكومتين مع إسرائيل لا تتماشى مع المزاج الشعبي المعادي لها.
كما أشار تحليل في الصحيفة إلى أن بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية دفعوا باتجاه نقل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية إلى الأردن، وهو ما قد يُفاقم الغضب الشعبي في البلدين.
وذكرت الصحيفة أنه وفقًا للمستشار الخاص لبرنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلترمان، فإن بقاء الأردن والنظام المصري يرتبط بما ستقوم به إسرائيل، موضحًا أن نقل الفلسطينيين إلى تلك المناطق قد يُشكل تهديدًا وجوديًا لكل من المملكة الأردنية الهاشمية والنظام المصري.
وفي ختام تقريرها، أشارت الصحيفة إلى أن حملة الأردن على جماعة الإخوان المسلمين قد تجعل موقف المملكة مشابهًا لمواقف العديد من الدول العربية مثل السعودية والإمارات ومصر، وهو ما يضيف مزيدًا من التعقيد على العلاقات بين الأردن وإسرائيل.