4 وفيات في الزرقاء بسبب “السيبرتو الأحمر”.. ما هو الكحول الميثيلي القاتل؟
أعلنت مديرية الأمن العام عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة خامس بحالة حرجة في محافظة الزرقاء، بعد نقلهم إلى المستشفى في فترات متفرقة بين مساء الخميس وصباح الجمعة.
وكشفت التحقيقات الجنائية والطبية أن جميع الضحايا تعرضوا لتسمم نتيجة تناول مادة تحتوي على نسب مرتفعة من “الكحول الميثيلي”، المعروف علميا باسم الميثانول.
ويعد الميثانول من الكحول شديد السمية والذي يُستخدم في الصناعات، وليس للاستهلاك البشري بأي شكل. يُعرف بأسماء مثل “الكحول الصناعي”، أو “الكحول الخشبي”، أو شعبيًا بـ”السيبرتو الأحمر”. ورغم أن شكله الخارجي ورائحته قد توحيان بأنه مشابه للكحول الإيثيلي (المستخدم في المشروبات الكحولية العادية)، إلا أن الفرق بينهما شاسع من حيث التأثير والخطورة.
ويستخدم الميثانول كمذيب في الصناعات الكيميائية، وفي تصنيع البلاستيك، الدهانات، الأصباغ، مضادات التجمد، كما يُضاف أحيانًا إلى الوقود.
وتكمن خطورته في أنه يتحول داخل جسم الإنسان، وتحديدًا في الكبد، إلى مواد شديدة السمية مثل الفورمالديهايد وحمض الفورميك، وهي المسؤولة عن الأضرار العصبية والبصرية، وقد تؤدي إلى العمى الدائم أو الوفاة.
أعراض التسمم بالميثانول لا تظهر فورا، بل قد تبدأ بعد 6 إلى 24 ساعة، وتشمل صداعا شديدا، دوخة، اضطرابات في الرؤية (مثل الرؤية الضبابية أو النفقية)، ضيق تنفس، غثيان، فقدان الوعي، وأحيانًا تلف دائم في الجهاز العصبي أو العينين.
وفي بعض الحالات، خصوصا في الأسواق غير القانونية، يُستخدم الميثانول كبديل للكحول الإيثيلي بسبب رخص ثمنه، ويُضاف إلى مشروبات مغشوشة تُباع بشكل غير رسمي. هذا الغش الخطير قد لا يكون واضحًا للمتعاطين، مما يؤدي إلى حوادث تسمم جماعي مميتة كما حصل في الزرقاء.
وتحذر الجهات الصحية من خطورة تناول أي سوائل مجهولة المصدر، خصوصًا تلك التي تُباع على أنها مشروبات كحولية غير مرخّصة أو تُستخدم لأغراض التنظيف أو التدفئة.
وأكدت السلطات الأمنية فتح تحقيق واسع في الحادثة لتحديد مصدر المادة السامة، وسط مطالبات بتشديد الرقابة على المواد الكيميائية والحد من انتشار المشروبات المغشوشة في الأسواق الشعبية.
