بعد الحفلة المثيرة.. مشاهد “خادشة” بين فتاتين في البترا تفجر غضب الأردنيين (فيديو)
منذ 3 ساعات
تجددت حالة الجدل والغضب الشعبي في الأردن، من جديد بعد انتشار مقطع فيديو يظهر فتاتين خلال رحلة سياحية في مدينة البترا، في مواضع غير مقبولة وكذلك داخل غرفة واحدة في أوضاع وُصفت بأنها “حميمية” وتتضمن إيحاءات اعتبرها كثيرون دعوة صريحة للمثلية الجنسية، في وقت لم تهدأ فيه بعد عاصفة الانتقادات التي طالت حفلًا موسيقيًا أقيم قبل أيام في الموقع الأثري ذاته.
وأثار الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، أثار موجة سخط شديدة بين الأردنيين، الذين اعتبروا أن ما جرى “تجاوز صارخ للقيم المجتمعية” وانتهاك لحرمة أحد أكثر المعالم التاريخية والسياحية احترامًا في المملكة.
وظهر في المقطع الفتاتين في تصوير توثيقي لرحلة سياحية، إلا أن بعض اللقطات تضمنت مشاهد حميمية وأحضان وقبولات داخل إحدى الغرف، اعتبرت “جريئة بشكل غير مسبوق”، وتُروّج بشكل غير مباشر لسلوكيات مرفوضة اجتماعيًا ودينيًا في الأردن.
ويأتي هذا الجدل بعد أيام على ضجة كبيرة أحدثها حفل موسيقي نُظّم في البترا، تخلله رقص مختلط وملابس اعتبرت “غير لائقة”، مما دفع المواطنين إلى المطالبة بمحاسبة المنظمين، متهمين وزارة السياحة والجهات الأمنية بالتقصير في الرقابة على الأنشطة المقامة داخل المواقع الأثرية.
دعوات للمحاسبة وتحقيق رسمي
وفي ضوء الفيديو الأخير، تصاعدت المطالبات بمحاسبة المتورطين، سواء من الأشخاص أو الجهات التي سمحت بتصوير الفيديو في الموقع، خاصة مع الحديث عن وجود “محتوى ممنهج” يحاول تمرير رسائل موجهة عبر الرحلات والسياحة.
وقال نشطاء خلال تفاعلهم على منصات التواصل الاجتماعي إن “البترا ليست ساحة لترويج الشذوذ. ما حدث يمثل استخفافًا بالقانون واعتداءً على إرثنا الوطني.” فيما تساءل آخرون عن دور هيئة تنشيط السياحة والجهات الرقابية في فحص ومراجعة محتوى الرحلات السياحية التي تستغل الموقع لأغراض تتعارض مع منظومة القيم الأردنية.
من جانبها، لم تصدر وزارة السياحة أو سلطة إقليم البترا أي بيان رسمي بشأن الواقعة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، إلا أن مصادر إعلامية تحدثت عن وجود اتصالات جارية بين الجهات الأمنية لمراجعة محتوى الفيديو ومصدره، تمهيدًا لاتخاذ الإجراء القانوني المناسب.
قانونيًا: مخالفة للآداب العامة؟
ومن ناحية أخرى ينص القانون الأردني على تجريم الأفعال التي تمس الآداب العامة أو تروّج لسلوكيات تعتبر “مخالفة للنظام العام”، لا سيما إذا جرت في أماكن عامة أو تراثية، ويمكن أن تندرج الواقعة الأخيرة، في حال ثبوت نية الترويج أو النشر العلني، تحت طائلة الجرائم الإلكترونية أو المواد المتعلقة بالأخلاق والحياء العام.
وتنص المادة (320) من قانون العقوبات الأردني على تجريم “كل من نشر أو عرض أو بثّ ما من شأنه خدش الحياء العام”، وقد تصل العقوبة إلى الحبس والغرامة.
البترا تحت الأضواء
تُعد البترا، التي أُدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1985، من أبرز الوجهات السياحية في الأردن والعالم، ويزورها سنويًا مئات الآلاف من السياح، وهي تتمتع بحساسية خاصة من حيث الأهمية الدينية والتاريخية والاقتصادية.
وفي ظل ذلك، اعتبر مراقبون أن تكرار الأحداث المثيرة للجدل في هذا الموقع تحديدًا قد يهدد صورته الرمزية، ويثير تساؤلات عن مدى استعداد الجهات الرسمية لحمايته، خاصةً مع التوسع في فتحه أمام فعاليات فنية وثقافية لا تخضع أحيانًا لرقابة صارمة.