
كشفت وثائق حكومية بريطانية رُفعت عنها السرية ونشرها موقع “ميدل إيست مونيتور” أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كان صاحب مبادرة سياسية حسّاسة تقضي بتوسيع النفوذ الهاشمي في العراق في مرحلة ما بعد سقوط النظام.
وتكشف الوثائق، في أحد أكثر أجزائها حساسية، أن الملك عبد الله كان يأمل في استعادة دور هاشمي في العراق بعد سقوط صدام، وقد حذّر مستشارو بلير رئيسَ الوزراء من أن مدير المخابرات الأردنية آنذاك سعد خير كان يشجّع الملك على استكشاف هذا السيناريو.
وطرح الملك دورر هاشميا في العراق وتنصيب عمه الحسن بن طلال، ملكا على العراق، الذي كان بدوره يروج لنفسه في بعض الأوساط بوصفه “المرشح المثالي” لمرحلة ما بعد الحرب.
إلا أن الأميركيين أوضحوا للبريطانيين بشكل قاطع أنهم «غير مهتمين» بأي خطة لإعادة الحكم الهاشمي إلى العراق، وأن الأمير الحسن “لا يدخل ضمن حساباتهم”.
وحذّر مسؤولون بريطانيون من أن أي محاولة لإحياء دور هاشمي في العراق قد تنقلب بنتائج عكسية وتؤدي إلى زعزعة استقرار الأردن نفسه، وأكدوا أن تقرير مستقبل العراق يجب أن يكون بيد العراقيين، وأن زمن تنصيب أو إعادة الأنظمة من الخارج “قد انتهى”.
وتسلّط هذه الوثائق الضوء على كواليس سياسية معقّدة سبقت غزو العراق، وتكشف عن مبادرات إقليمية ظلّت طيّ الكتمان، في واحدة من أكثر اللحظات مفصلية وإثارة للجدل في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.








