“نتنياهو يقامر بالجبهة الداخلية”.. هآرتس تنتقد “النشوة الزائفة” بعد الهجوم على إيران

وسط التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، نشرت صحيفة هآرتس العبرية مقالًا رأيًا يحمل نبرة نقد شديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بـ”المقامرة المفرطة” بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، دون أي غطاء سياسي أو عسكري كافٍ.

وبحسب الكاتبة رافيت هيشت، فإن ما وصفته بـ”النشوة الأولية” بعد تنفيذ الهجوم الإسرائيلي على إيران بدأت تتلاشى، مع تزايد القلق في الداخل الإسرائيلي من الثمن الباهظ الذي تُدفعه الجبهة المدنية.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو حوّل الداخل الإسرائيلي إلى “أداة تفاوض” بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيران، في الوقت الذي يواصل فيه تجاهل ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.

وأكد المقال أن “جوقة الثناء” على العملية العسكرية تتضاءل، مشيرًا إلى أن الغياب الأمريكي عن الهجوم قلل من فاعليته، وأن البرنامج النووي الإيراني لن يتوقف دون تدخل مباشر من واشنطن.

وفي إشارة إلى حالة القلق العامة، كشفت هآرتس أن الحكومة الإسرائيلية قررت تمديد “الوضع الخاص” في الجبهة الداخلية حتى 30 يونيو الجاري، مما يتيح للسلطات اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، والسيطرة على مجتمع يعيش تحت ضغط الخوف من صواريخ محتملة.

المقال أشار أيضًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبدو راضيًا عن استخدام نتنياهو كـ”وكيل مفيد” ضد طهران، ما دامت التكلفة تُدفع من الداخل الإسرائيلي وليس من دافعي الضرائب الأمريكيين.

وتختم الكاتبة بالتحذير من أن استمرار المواجهة مع إيران على هذا النحو، دون استراتيجية سياسية وعسكرية واضحة، يضع إسرائيل على حافة خطر حقيقي، خاصة في ظل حدود “غير مستقرة” وخيارات عسكرية محدودة.