من العراق إلى غزة.. مسؤول أمريكي عن الدعم العسكري لإسرائيل سفيرًا في الأردن
منذ ساعتين
أعلن البيت الأبيض رسميًا عن ترشيح جيمس (جيم) هولتسنايدر سفيرًا فوق العادة ومفوضًا للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأردن، في خطوة تثير جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الإقليمية.
يأتي هذا الترشيح في وقت حساس تمر به المنطقة، وسط تصاعد حرب الاحتلال الإسرائيلي في غزة والصراعات في المنطقة في العراق وسوريا، حيث يربط محللون ترشيحه مباشرة بدوره في ملفات الدعم العسكري الأميركي لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
خلفية دبلوماسية وعسكرية غنية بالملفات الحساسة
هولتسنايدر هو دبلوماسي في السلك الأمريكي بدرجة مستشار، ويشغل حاليا منصب المسؤول الأول في مكتب الشؤون السياسية – العسكرية بوزارة الخارجية الأمريكية، وهو المكتب الذي يشرف على صادرات الأسلحة الأميركية، المساعدات العسكرية، والتنسيق مع الحلفاء، وأبرزهم إسرائيل.
ومن هذا المنطلق، يشير محللون إلى أن هولتسنايدر جزء من منظومة دعم الاحتلال الإسرائيلي سياسيًا وعسكريًا، بما يشمل صفقات الأسلحة التي استخدمها جيش الاحتلال في غزة والضفة الغربية.
قبل وصوله إلى منصبه الحالي، شغل هولتسنايدر عدة مواقع حيوية في الخارج، أبرزها:
نائب رئيس البعثة الأمريكية في الكويت.
مهام دبلوماسية في العراق بعد غزو 2003، في مرحلة احتلال عسكرية واسعة.
مهام في أفغانستان والصومال وتونس وإيطاليا، حيث كانت العمليات الأميركية تشمل تدخلات عسكرية معقدة أثرت على المدنيين واللاجئين.
رغم أن دوره في هذه الدول كان إداريًا ودبلوماسيًا، إلا أن مسؤوليته عن تنسيق السياسات العسكرية والسياسية الأمريكية جعلته مرتبطًا بالقرارات التي أدت إلى تهجير واسع النطاق وسقوط ضحايا مدنيين، خصوصًا في العراق خلال سنوات الاحتلال المباشر.
مسار تعليمي وعسكري
قبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي، خدم هولتسنايدر ست سنوات في قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، وهو ما أضاف إلى خبرته جانبًا عسكريًا ميدانيًا، رغم أن معظم مهامه لاحقًا كانت إدارية وسياسية.
حصل هولتسنايدر على:
بكالوريوس في الفيزياء من جامعة كولورادو.
ماجستير في السياسات العامة من جامعة برينستون.
عدة جوائز أميركية مرموقة، منها ميدالية الخدمة العامة المتميزة من الجيش الأميركي وجائزة ليامون ر. هانت للتميز الإداري من وزارة الخارجية.
دوره في دعم الاحتلال الإسرائيلي
خلال فترة عمله في مكتب الشؤون السياسية – العسكرية، كانت الإدارة الأميركية تمرر صفقات أسلحة ضخمة للاحتلال الاسرائيلي، تشمل صواريخ، طائرات بدون طيار، وقذائف مدفعية، ضمن ما وصفه مراقبون بـ”دعم مباشر للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة والضفة”.
وبينما لم يُسجَّل له تصريحات علنية داعمة للصهيونية كخطاب شخصي، فإن موقعه الرسمي يجعله مسؤولًا إداريًا وسياسيًا عن تسهيل دعم واشنطن للجيش الإسرائيلي، وهو ما يربطه بشكل غير مباشر بالمجازر التي ارتكبها الاحتلال خلال السنوات الأخيرة.
تداعيات ترشيحه على الأردن والمنطقة
يعتبر محللون أن ترشيحه كسفير لدى الأردن قد يزيد من الضغوط السياسية والأمنية على عمان، خاصة في ظل حساسيات الحرب على غزة والتوترات الحدودية، حيث يُنظر إلى السفارة الأمريكية في عمان كغرفة عمليات سياسية – عسكرية تنقل توجيهات واشنطن.
وبالإضافة إلى ذلك، يُنتظر أن يلعب هولتسنايدر دورًا في تنسيق الدعم الأمريكي للقوات الإسرائيلية والمراقبة على الحدود الأردنية الفلسطينية، ما قد يضع الأردن في موقف معقد بين الالتزامات الدبلوماسية الأميركية والمطالب الشعبية الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة.
وترشيح هولتسنايدر يكشف أن واشنطن تفضل تعيين دبلوماسيين بمسار سياسي-عسكري صلب في مواقع حساسة، لتأمين مصالحها في المنطقة، خصوصًا دعم إسرائيل وضمان مصالحها في العراق وسوريا والأردن.
ويؤكد محللون أن وجوده في عمان يعني استمرار السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط عبر واجهة دبلوماسية متقدمة، بينما تظل النتائج على الأرض مرتبطة بمعاناة المدنيين.