أخبارتقارير

من الإخوان إلى حماس.. تصريحات الفايز تثير الجدل “لن نكون جزء من الحرب”

أثار رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز جدلًا واسعًا بعدما أدلى بتصريحات تناولت جماعة الإخوان المسلمين، وحركة حماس، ودور الأردن في غزة حيث جاءت تصريحاته حاسمة في بعض الملفات، لكنّها حملت إشكاليات لافتة، خصوصًا فيما يتعلق بوصفه لبعض التحركات بأنها تهديد للأمن، وربط التبرعات لغزة باستخدامات “ليست لصالح السكان”.

 

في بداية حديثه، شدد الفايز على أن جبهة العمل الإسلامي لم تُحظر، رغم أن جماعة الإخوان المسلمين أوقفت قانونيًا، معتبرًا أن استمرار الحزب مشروط بالالتزام بالقانون والولاء للنظام.

 

ورغم تأكيده أن الحزب يعمل ضمن الإطار القانوني، فقد أعاد طرح مسألة الخلية الأمنية التي أعلنت عنها السلطات هذا العام، وربط بعض أفرادها بالإخوان، وهي نقطة أثارت تساؤلات حول توقيت وحجم الأدلة، خاصة مع تأكيده أن الملفات ما تزال أمام القضاء.

 

وتوقف الفايز عند التبرعات التي جمعت لغزة، مشيرًا إلى أنها — وفق المعلومات المتاحة — ذهبت لدعم الحركة وليس لصمود السكان، وهو تصريح أثار ردود فعل وانتقادات لاعتباره تحميلًا مباشرًا للحركة دون تقديم وثائق للرأي العام، رغم إقراره بأن “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”.

 

أما في ما يتعلق بحماس، فقد ذهب الفايز إلى حد القول إن قبول الحركة بالمبادرة الأميركية يشير إلى قبول “ضمني” بالتخلي عن السلاح، ورغم عرض هذا التقدير بوصفه قراءة سياسية، فإنّه يتعارض مع التصريحات العلنية للحركة التي تؤكد تمسّكها بسلاحها، الأمر الذي يجعل طرح الفايز موضع نقاش، خصوصًا مع غياب أي إشارات عملية لتنفيذ بند نزع السلاح حتى الآن.

 

وفي رؤيته لدور الأردن في غزة، أكد الفايز أن المملكة لن تكون جزءًا من أي عمل عسكري، وأنها لن تكون “ساحة حرب”، مشدّدًا على أن دورها يقتصر على تدريب عناصر شرطة فلسطينيين بالتعاون مع مصر، وقد عُدّ هذا الطرح لدى بعض المتابعين تقليلًا من الدور السياسي والتاريخي الذي طالما لعبه الأردن في دعم القضية الفلسطينية، خاصة مع اشتداد المواجهات في القطاع.

 

واعتبر الفايز أن لا وجود لأي دولة تحرّض الجماعة ضد الأردن، مرجعًا مواقف بعض الأفراد إلى “غلبة العاطفة” على خلفية العدوان على غزة ورغم أن هذه المقاربة بدت محاولة لخفض التوتر، إلا أنها قدّمت تفسيرًا مبسطًا لواقع سياسي واجتماعي أكثر تعقيدًا.

 

وفي الملف الفلسطيني، عرض الفايز موقف الأردن التقليدي الداعم لحل الدولتين، مشيرًا إلى أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية توسّع مؤخرًا نتيجة جهود عربية ودولية مشتركة غير أن حديثه عن الدور الأمريكي باعتباره “الجهة الوحيدة القادرة على الضغط” فُهم كإقرار بحدودية القدرة العربية، ما فتح بابًا آخر للنقد.

 

أما حديثه عن بقائه في السلطة، فقد حصره بثقة جلالة الملك وبأدائه للواجب، وهي إجابة حملت مضمونًا سياسياً مألوفًا لكنها لم تُقدّم تفسيرًا فعليًا للسياسات التي أسهمت في استمرار حضوره في المشهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى