منوعات

من أوروبا إلى عمان.. حلم المونديال يعيد النجوم إلى الأندية الأردنية

شهد الدوري الأردني لكرة القدم مؤخرا تحولا غير مسبوق في خارطة تنقلات اللاعبين، مع تزايد إقبال المحترفين الأردنيين في الخارج على التوقيع مع أندية داخل البلاد، وذلك في أعقاب التأهل التاريخي للمنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى.

وبخلاف التوقعات التي كانت تشير إلى أن التأهل سيقود إلى هجرة معاكسة نحو أوروبا والخليج، جاءت رياح المونديال بما لا تشتهي حسابات وكلاء اللاعبين: عودة لافتة للمغتربين من أجل أن يكونوا “تحت أنظار” المدير الفني جمال سلامي، ولزيادة حظوظهم في حجز مقعد بين “النشامى” في البطولة الكروية الأهم عالميًا.

من أوروبا إلى الدوري الأردني
ومن بين أبرز العائدين، وقع المهاجم جيمي سياج مع نادي الفيصلي بعد تجارب غير مستقرة في عدد من الأندية العربية والأوروبية، سعيًا لإثبات نفسه من جديد، أما أحمد بني مصطفى، الذي لعب سابقًا في رومانيا، فقد فضل العودة عبر بوابة الحسين إربد بعقد يمتد لثلاث سنوات.

كما تعاقد نادي الأهلي مع الحارس أنطون عوض لإحياء فرصه في العودة إلى صفوف المنتخب، فيما تقترب أندية الوحدات والفيصلي والحسين من ضم الظهير أحمد عساف الذي جذب الانتباه بعد مشاركته القصيرة مع “النشامى” ضد عمان والعراق.

رسالة مزدوجة من المغتربين
ويرى المحلل الرياضي عبد الله الدويري أن هذا التحول مفيد للطرفين: “عودة المغتربين تعني تعزيز المنافسة محليًا ورفع سوية الدوري فنيًا”، مؤكدًا أن كثيرًا من هؤلاء اللاعبين تدرجوا في أندية أوروبية جيدة، حتى وإن لم يلعبوا على مستوى النخبة.

من جهته، أشار المدرب إسلام جلال إلى أن تأهل “النشامى” خلق واقعا جديدا، تمثل في عودة اللاعبين إلى بيئة أقرب إلى المدرب والجماهير والإعلام، وهو أمر يخدم فرصهم في الظهور والمنافسة بجدية على مقعد في المونديال.

دافع اقتصادي للأندية
بعيدًا عن الجوانب الفنية، هناك بعد اقتصادي مهم أيضا، فالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يمنح الأندية مبالغ مالية نظير كل يوم يتواجد فيه لاعبوها ضمن قوائم المنتخبات خلال كأس العالم، وهو ما يجعل ضم اللاعبين المتوقع انضمامهم للمنتخب استثمارًا مربحًا للأندية.

المنافسة تشتعل قبل صافرة البداية
ويرى المتابعون أن الموسم المقبل سيكون ساخنًا داخل الملعب وخارجه، مع سعي كل لاعب لإثبات أحقيته بالمشاركة في المونديال. كما أن قدوم عدد من اللاعبين الذين اعتادوا على مستويات احترافية مختلفة قد يمنح الدوري الأردني دفعة قوية على صعيد المشاهدة والمتابعة، عربيًا وربما عالميًا.

الناقد الرياضي إيهاب راشد قال إن “عودة هؤلاء المغتربين رسالة واضحة بأن الاحتراف خارج البلاد لا يعني دائمًا تطوير المستوى، خصوصًا عندما يكون بعيدًا عن الأضواء. اللاعب الذي يريد المونديال، عليه أن يظهر أمام المدرب، لا أن يختفي في دوري لا تتابعه حتى جماهيره”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى