أخبار

مقترح إسرائيلي يهدد الأردن.. “فيدرالية بديلة للدولة الفلسطينية”

قال ميشكا بن دافيد، المسؤول السابق في جهاز الموساد، إن “إسرائيل لا ترغب ببقاء حركة حماس كجهة مسيطرة ومسلحة على قطاع غزة، بينما ترفض الحركة بشكل قاطع التخلي عن سلاحها. وفي ظل هذا الواقع، لا توجد أي جهة عربية أو دولية مستعدة لتولي مسؤولية القطاع ما لم يتم نزع سلاح حماس. صحيح أن السلطة الفلسطينية تبدي استعدادًا للحكم، لكنها تشترط في المقابل إقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل، ما يبقي الصراع في دائرة مفرغة من العنف المستمر”.

وفي مقاله بصحيفة معاريف، أشار بن دافيد إلى أن أحد “المخارج” التي يجري تداولها يتمثل في إحياء فكرة الاتحاد الأردني الفلسطيني. واستعرض جذور الفكرة، مشيرًا إلى أن البريطانيين وعدوا الشريف حسين، حاكم الحجاز ومكة من الأسرة الهاشمية، خلال الحرب العالمية الأولى، بتمكينه من السيطرة على أجزاء من الإمبراطورية العثمانية مقابل التمرد عليها، وهو ما تحقق لاحقًا، حيث تولى أبناؤه الحكم في عدد من الدول لفترة قصيرة. وذكر أن العبرانيين أنشأوا لاحقًا كيانًا موحدًا في شرق وغرب الأردن عُرف باسم “فلسطين – إسرائيل”.

وأوضح أن الانتداب البريطاني تضمّن التزامًا بإنشاء دولة إسرائيل، ما أدى إلى منح الفلسطينيين في الضفة الغربية الجنسية الأردنية. وحتى بعد احتلال الضفة عام 1967، ظل النظام الهاشمي يعتبر نفسه مسؤولًا عنها. وفي عام 1972، طرح الملك حسين مشروع اتحاد يضم “ولاية الأردن” و”ولاية فلسطين” تحت سلطته، لكن غياب الدعم العربي حينها أدى إلى إجهاضه.

وتابع بن دافيد بأن الملك حسين أعاد بعد اجتياح لبنان عام 1982 طرح الفكرة مجددًا بالتنسيق مع ياسر عرفات، لكن هذه المرة بشكل فيدرالي. وفيما بعد، طالب الجانب الفلسطيني بتعديل الطرح إلى اتحاد كونفدرالي يسمح لكل طرف بالانفصال، غير أن عرفات أجّل التوقيع، ثم انسحب الملك حسين من الاتفاق، قبل أن يُعلن رسميًا فك الارتباط مع الضفة الغربية عام 1988.

وزعم بن دافيد أن فكرة الفيدرالية تعود اليوم إلى واجهة النقاش، ليس فقط بخصوص غزة، بل وتشمل الضفة الغربية أيضًا، مشيرًا إلى أن التوسع الاستيطاني في عهد الحكومة الحالية يجعل من حل الدولتين خيارًا غير واقعي. واعتبر أن الفيدرالية قد تضم المنطقتين (أ) و(ب) في الضفة الغربية، في محاولة لوقف الضم التدريجي، وتقديم بديل عن الدولة المستقلة، على أن يُلحق قطاع غزة – دون محيطه – كمنطقة ثالثة في هذا الاتحاد.

وبيّن أن إسرائيل ستضمّ المستوطنات مقابل تقديم تعويضات إقليمية للفيدرالية. لكنه أقرّ بأن تنفيذ هذه الخطة ليس سهلًا، لأن ضم الضفة وغزة إلى الأردن ضمن كيان فيدرالي واحد سيزيد من نسبة الفلسطينيين في المملكة، ما سيدفع عمّان للمطالبة بمزيد من المكاسب والضمانات. كما سيُفرض التوصل إلى اتفاقات مع السلطة الفلسطينية، وتسوية قضية القدس، ووضع ترتيبات لعبور الأفراد والبضائع، بالإضافة إلى خطة شاملة لإعمار غزة، وتفاهمات أمنية مع إسرائيل.

وختم بأن مثل هذا الطرح قد يفتح الباب أمام دعم سعودي وعربي، وربما يشكل خطوة في مسار التطبيع الذي طال انتظاره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى