أخبار

مفوضية شؤون اللاجئين: ارتفاع كبير في عودة اللاجئين السوريين من الأردن

يشهد ملف اللاجئين السوريين في الأردن تحوّلًا لافتًا خلال النصف الأول من عام 2025، بعد تسجيل زيادة ملحوظة في عدد العائدين إلى سوريا عقب سقوط النظام في دمشق في 8 ديسمبر الماضي.

وأفاد تحليل صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن وتيرة العودة تسارعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، مع تجاوز عدد العائدين حاجز الـ100 ألف لاجئ مسجل منذ ذلك التاريخ وحتى نهاية يونيو الماضي.

وأشار التقرير إلى أن نحو 40% من اللاجئين السوريين في الأردن عبروا عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم خلال العام الجاري، وهي نسبة غير مسبوقة منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من عقد. هذا التحوّل، وإن كان يُظهر بوادر أمل، إلا أنه لا يخلو من الحذر؛ إذ ما تزال المخاوف الأمنية والاقتصادية تشكل عقبة أمام الكثيرين، خاصة في ظل استمرار التحديات المرتبطة بظروف المعيشة داخل سوريا، ومحدودية البنى التحتية، وتراجع الخدمات الأساسية في بعض المناطق.

وقد بينت المفوضية أن شهري كانون الثاني وشباط سجّلا أعلى معدلات للعودة بمتوسط يومي بلغ 700 شخص، قبل أن تنخفض الأعداد خلال شهر رمضان، ثم تعود للارتفاع بشكل حاد مع نهاية العام الدراسي في يونيو، حيث عاد ما يقرب من 51 ألف لاجئ في ذلك الشهر وحده. وتوزعت العودة بين أسر كاملة بنسبة 56%، وأخرى جزئية عبر مراحل بنسبة 44%، في حين اتجه كثير من اللاجئين إلى ما وصفه التقرير بـ”نهج الترقب والانتظار”، حيث يربطون قرار العودة بعوامل زمنية أو عائلية محددة، مثل انتهاء الدراسة أو توفير مدخرات كافية.

وكشف التحليل كذلك أن العامل الأهم الذي يحفز اللاجئين على العودة هو لم شمل الأسرة، إلا أن المعيقات المالية، وضرورة سداد الديون، وتكاليف النقل، ما تزال من أبرز العقبات.

كما بين أن 96% من المشاركين في جلسات نقاش نظمتها المفوضية وشركاؤها، أشاروا إلى أن السلامة والأمان هما المحرك الأساسي في قراراتهم، في وقت تحوّلت فيه المخاوف من الاعتقال أو التجنيد القسري إلى القلق من الألغام، وانعدام الاستقرار، وعدم وضوح توجهات الحكومة الجديدة.

ورصد التقرير تفاوتًا في نسب الرغبة بالعودة بين الفئات العمرية، إذ أبدى كبار السن انفتاحًا أكبر على العودة، بينما فضل كثير من الشباب، وخصوصًا من ولدوا أو نشأوا في الأردن، البقاء بسبب اندماجهم في المجتمع المحلي. كما أبدت النساء تحفظًا أكبر على العودة، نتيجة مخاوف تتعلق بالأمان، وتراجع الفرص الاقتصادية، والخشية من فقدان المكاسب الاجتماعية التي تحققت لهن خلال فترة اللجوء.

ووفق المفوضية، عاد خلال النصف الأول من العام أكثر من 52 ألف لاجئ من الفئة العمرية بين 18 و64 عاما، في مؤشر على عودة القوة العاملة إلى سوريا، لكن ذلك لا ينفي التحديات، خاصة في ظل انقطاع المساعدات عن آلاف العائدين الذين كانوا يستفيدون منها داخل الأردن. وقد شددت المفوضية على أهمية دعم العودة الطوعية من خلال توفير منح نقدية، وخدمات نقل، وبرامج إعادة إدماج، لضمان استقرار العائدين وعدم عودتهم إلى النزوح مجددًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى