مفارقة الزرقاء.. أسرى محررون يُمنعون من الدخول.. وعضو كنيست يُستقبل بالولائم

أثارت زيارة عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، عفيف عبد، إلى الأردن غضبًا شعبيًا واسعًا، بعد ظهوره في وليمة بمدينة الظليل بمحافظة الزرقاء شرقي البلاد، وسط حضور عدد من وجهاء المجتمع وأعضاء من أحزاب محلية، بينهم من ينتمي لحزب الميثاق الذي يرأسه رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي.
وتأتي هذه الزيارة في وقت يعيش فيه قطاع غزة كارثة إنسانية في أعقاب حرب شرسة قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يجعل استقبال عبد في الأردن، بلد يرفض التطبيع مع الاحتلال، حادثة تثير استهجان الشارع واعتبر كثير من المواطنين أن مثل هذه اللقاءات تشكل استفزازًا لمشاعرهم، وتناقض المواقف الرسمية التي تتبنى دعم القضية الفلسطينية.
عابد، الذي دخل الكنيست مطلع عام 2025 خلفًا لوزير الحرب السابق يوآف غالانت، يعد من المقربين من نتنياهو والمدافعين عن سياساته العسكرية تجاه الفلسطينيين، بما في ذلك العمليات التي أدت إلى سقوط آلاف المدنيين في غزة. ورغم أن المناسبة اتخذت طابعًا اجتماعيًا، فإن ظهور عابد في صور متداولة برفقة شخصيات إسرائيلية جعل الحدث محور انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، واعتُبر بمثابة تطبيع غير مقبول في ظل الحرب المستمرة على غزة.
محافظ الزرقاء يستدعي مستقبلي عضو الليكود المقرب من نتنياهو في المدينة#صوت_الأردن pic.twitter.com/DDioMsdNaL
— صوت الأردن الإخباري (@Jordanvoice2025) October 20, 2025
المفارقات لم تقف عند هذا الحد؛ فالأردن نفسه رفض في وقت سابق استقبال أسرى محررين من سجون الاحتلال، وأجبرهم على الرحيل إلى مصر، فيما يسمح اليوم لعضو كنيست إسرائيلي مرتبط بسياسات نتنياهو بالزيارة والمشاركة في الولائم الرسمية، ما يثير تساؤلات حول منطق الاستقبال والمعايير المتبعة في التعامل مع الشخصيات الإسرائيلية.
في يوم الأسير الأردني… اللجنة تدعو الحكومة لتسهيل عودة المحررين وكشف مصير المفقودين#صوت_الأردن pic.twitter.com/1ZxIG412eT
— صوت الأردن الإخباري (@Jordanvoice2025) October 20, 2025
مصادر محلية أكدت أن اللقاء كان مخصصًا للاحتفاء الاجتماعي، لكنه حمل رسائل سياسية ضمنية، ورافقته ولائم فاخرة وحفاوة واضحة، ما جعل كثيرين يشيرون إلى وجود فجوة بين المواقف الرسمية تجاه الاحتلال وسلوك بعض الشخصيات المحلية التي شاركت في الاستقبال.
وتزايدت الدعوات الشعبية والنقابية لرفض التطبيع، وطالب ناشطون بطرد السفير الإسرائيلي من عمّان ووقف أي شكل من أشكال التواصل مع الاحتلال، معتبرين أن السماح لعضو كنيست ينتمي لحزب الحرب الإسرائيلي بزيارة الأردن يشكل خطوة استفزازية للمواطنين ويضع الحكومة أمام موقف حرج على الصعيد الداخلي والدولي.
مقطع أثار غضبا واسعا.. هكذا رحبت عشيرة محارب بعضو الكنيست#صوت_الأردن pic.twitter.com/eoeWxfIAVo
— صوت الأردن الإخباري (@Jordanvoice2025) October 21, 2025